لم يفلح الإخوان فى تقويض كيان الدولة ومؤسساتها بالأفعال الصبيانية الإرهابية التي يقومون بها بين الحين والآخر؛ بعدما فقدوا الظهير الشعبي وقدرتهم على الحشد، بالضبط كمحاولاتهم الفاشلة الخائبة لإسقاط الجيش وإحداث انقسامات بين الجنود وضباط الصف وصغار الضباط وبين القيادات؛ والترويج للانقسام المزعوم واستمالة الفقراء والبسطاء محدودي التفكير.
لم تُجدِ محاولات تخريب المنشآت نفعاً، وتلك المحاولات العبثية لزرع القنابل البدائية وإشعال وسائل المواصلات وغيرها.. فلجأوا لمخطط شيطاني دنيء في محاولة منهم -كما يظنون- إلى قلب الطاولة على الدولة وحدوث فتنة كبرى، مستغلين اندفاع الشباب الأهوج لخلق معاول هدم؛ وهو الدعوة للحشد يوم 28 نوفمبر والتلويح بالمصاحف.
لكن ما هو السيناريو الذي يخططون له.. هل هي تظاهرات حاشدة والتلويح فقط بالمصاحف؟! كلا.. إنه العبث بعينه.. وهو استغلال التلويح بالمصاحف واستفزاز رجال الشرطة بأي شكل، لتحدث اشتباكات، ومن ثم يتم إلقاء المصاحف أرضاً، وتداس بالأقدام (والعياذ بالله).. وحينها يدّعون أن رجال الشرطة هم من فعلوا هذا، وتقوم الكاميرات المخبأة بتصوير المصاحف ملقاة على الأرض، ورفع ذلك على الإنترنت، ونشرها في القنوات الموالية للإخوان، لإشاعة فتنة دينية كبرى، ويتم بعدها الدعوة للحشد بعدها لما يزعمون بـ"الثورة الإسلامية".
هذا المخطط يعيد إلى أذهاننا ذكرى حل جماعة الإخوان عام 1947، وحينها أشيع في الأجواء كافة أن المصحف ألقي على الأرض في أحد أقسام الشرطة، وعلى إثرها ثارت حفيظة الشباب، ما أحدث فتنة لم تخمد نيرانها إلا بعدما تم الإعلان عن أن تلك الواقعة ما هي إلا شائعة.
ولكي ندرك حقيقة المؤامرات التي تحاك ضد مصر؛ علينا أن نعي جيدا أننا نواجه أسوأ أشكال حروب الجيل الرابع، التي شرحها ماكس مانوارينج؛ الأستاذ بكلية الحرب التابعة للجيش الأمريكي، بأنها حروب تهدف إلى هز استقرار الدولة المستهدفة بعنف؛ لإضعاف تلك الدول وإخضاعها للإرادة الأمريكية، ببساطة ودون الحاجة إلى غزو خارجى أو احتلال أرضى، فقط لنشر الفتن وإثارة الأحقاد ودفع الشعب إلى الاقتتال الداخلى، ولا مانع من الاستعانة بخدمات عناصر من أبناء البلد أو باستخدام المنظمات الإرهابية كـ"داعش" و"أنصار بيت المقدس" وغيرهما؛ لإثارة الرعب وعدم الاستقرار، وإنهاك الدولة فى ظل فوضى شاملة وحرب "الكل ضد الكل".
"صدقت يا ماكس".. فهناك من هم على أهبة الاستعداد لتنفيذ مخطط حروب الجيل الرابع بكل سهولة ويسر؛ ينشرون الفتنة ويثيرون الأحقاد... لا يراعون حرمة المصاحف ويستخدمونها في العبث.. لا يقرأون ما بها ولا يعملون به.. تجدهم يرفعون المصاحف حقاً، ولكن يخفون ما لا يعلنون!
لمزيد من مقالات أحمد مصطفى سلامة رابط دائم: