حامل الحقائب فى الفندق مثلا رفض بشدة تقاضى أى بقشيش، بل طلب منى بكل أدب أن أمنحه كلمة شكر فقط على الموقع الإليكترونى للفندق حتى يمنحونه حافزا إضافيا!
المغاربة عموما لديهم قدر غير طبيعى من الذوق والأدب بشكل غير مصطنع ، ولا ينتظرون مقابلا لذلك إلا أن يكون بلدهم مستفيدا بجذب مزيد من السائحين والمستثمرين، فهم يصنعون ثروات بلادهم، لا ينهشون فى لحمها وخيراتها وعرضها ليل نهار، وينتظرون التعيين أو العلاوة!
وفى مراكش، أول ما يقع عليه عين المرء أنه يرى أمامه «دولة»، وفى «ظهرها» شعب مهذب منضبط يعرف معنى «الدولة» ويحترم قياداته.
الشرطة فى كل مكان، وسيارات «الأمن الوطني» المغربي، أو الداخلية، ظاهرة فى كل الشوارع والميادين، وأمام المنشآت العامة والسياحية، بل وفى الطرق الفرعية والمهجورة، ورجال المرور يطبق القانون بكل حسم، وكل هذا يمنح المغاربة والأجانب معا إحساسا بالطمأنينة الشديدة، وبأنهم فى بلد يفرض النظام باحترام وأدب واحترافية، والجميع يلتزم بما يفرضه الأمن من قرارات وتعليمات، فلا يوجد متذمرون من الطوابير أو التفتيش الذاتى الدقيق فى بعض الحالات، ولا يوجد تشويح ولا بذاءات، ولم يصف أحد المغرب بأنها دولة بوليسية أو قمعية، كما يفعل عندنا نشطاء الفيسبوك وجهابذة الصحف الخاصة وبعض الكتاب والفنانين الكهنة الذين يعتبرون الفوضى قاعدة، والنظام والقانون استثناء وقمعا.
فى المغرب .. رأيت «دولة»، ورأيت «شعبا»، يدركان تماما أن السياحة هى العمود الفقرى للاقتصاد الوطنى الذى لا يجوز أن يتعرض لأى أخطار أو منغصات، فلا مجال لتذمر شاب، أو تكشيرة مواطن، ولا وقت عندهم لمغامرات «الربيع»!
وأخيرا، لم أقابل مغربيا إلا وأبدى تفاؤله بمستقبل مصر.