رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

حريم "العناتيل"!

لا تستغرب إذا كان وقع صدمة "عنتيل" الغربية كبيراً لدى أوساط الرأي العام، وأن المتهم فيها ينتمي لحزب ديني شهير.. قد استغله البعض سياسياً لتدعيم فكرة ما قد تضر بهذا الحزب في الانتخابات البرلمانية القادمة.. أو استغلال البعض الآخر لتشويه فكرة صورة الرجل الملتزم الملتحي.. واللعب على وتر تذكير الناس بعضو حزب ديني تورط في قضية آداب، وآخر ادعى كذباً هجوم بلطجية عليه وضربه وسرقته، في حين أنه كان يجري عملية تجميل.

ولكن هذه الضجة ببساطة نحن من صنعناها، فأعضاء هذا الحزب الديني أو غيره هم "بشر" وليسوا ملائكة!! وكلامي هذا ليس دفاعاً عنهم أبداً؛ أعني أننا أعطينا قدسية لهؤلاء الناس لا يستحقونها.. فالعنتيل إنسان يخطئ ويصيب، و"بعض" من كانوا ينتمون لأحزاب دينية وخذلوا الناس هم بشر أيضاً.. فكونهم حاصلين على درجات علمية كبرى، أو تابعين لأحزاب دينية، لا يعطيهم أي ميزة أو أفضلية على غيرهم، ولا يعفيهم من أي خطأ..
ولا تحسب عزيزي أنني بكلامي هذا أقصد أحداً بعينه.. فأي خطأ يمكن أن يطال أي فرد من أبناء المجتمع؛ من أول الوزير حتى الغفير؛ لأن كل ابن آدم خطاء.
إن المشكلة تكمن في التمادي في الخطأ والإصرار عليه، والتعامل بـ"غباء" مع الأمور.. فلم يتورع "العنتيل" في غيه.. وحسب أن لم يره أحد.. وأخذه غروره وإعجابه بنفسه إلى أنه لن ينكشف أمره.. لأنه نسي الله.. فأنساه نفسه... ونسي قول المولي عز وجل "إن ربك لبالمرصاد".. وفُضح على الملأ.
لكن تفشي ظاهرة "عنتيل الغربية"، ومن قبله عنتيل البحيرة والمحلة، تلفت نظري لقضية أخرى، غير قضية الحلال والحرام والزنا وغيرها، رغم أهميتها.. فإن ما كشفت عنه التحقيقات أكدت أن المتورطات معهم متزوجات.. وهو ما يدفعني للتساؤل.. إذا كانوا يعانون من اضطراب ما نفسي أو اجتماعي.. فلماذا تُقبل متزوجات على مثل هذه الأفعال النكراء.. هل هو الفقر والعوز، أم الإهمال من قبل أزواجهن، أم الملل، أم زهو الغواية بمعسول الكلام؟!
علينا أن نعي جيداً هذا الأمر؛ حتى لا تتكرر ظاهرة "العناتيل" في مجتمعنا.. وهي رسالة شديدة الأهمية لكل راعٍ ومسئول؛ بأن يراعي ضميره ويتقي الله في أهل بيته، فمهما كانت ظروف الحياة قاسية.. عليه ألا يغيب عنهم، وعليه أن يحنو على أولاده، وعلى زوجته وبناته ويحتويهن.. ويحرص على تحصينهن نفسياً بتقوية الوازع الديني؛ لكيلا يخطر على بالهن أو يفكرن أصلاً في اللجوء لشياطين الإنس.. وحتى يقفل كل أبواب الغواية والمغريات، والمتاحة عبر وسائل ومواقع التواصل الاجتماعي، وتطبيقات الموبايل كالواتس آب والفايبر وغيرهما من التطبيقات التي يتم فيها التواصل صوتاً وصورة؛ ذلك الخطر المحدق الذي يتسلل ببطء وبات يهدد استقرار كل بيت.


لمزيد من مقالات أحمد مصطفى سلامة

رابط دائم: