رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

انتباه
حتي بوركينا فاسو فضحتهم!

ألف باء الديمقراطية أن الرئيس الديمقراطي المنتخب يفقد شرعيته تماما إذا حنث باليمين وانتهك الدستور والقوانين وقوض عمل مؤسسات الدولة وثارت عليه أغلبية يعتد بها من أبناء شعبه.

في هذه الحالات، جري العرف أن يبادر الرئيس المغضوب عليه بالدعوة لإجراء انتخابات مبكرة كحل أخير، لإعادة قياس لشعبيته وشرعيته، فلربما استردها من جديد.

أما أن يتجاهل هذا الرئيس غضب أكثرية المواطنين، ويتبت في الكرسي، ويرفض الانتخابات المبكرة بحجة أنه منتخب ديمقراطيا وأن من حقه استكمال مدته، فهذا معناه أنه انتفت عنه صفة الشرعية والديمقراطية أصلا، ولم يعد يستحق أن يدافع عنه أحد.

وقبل أيام، أطاح شعب وجيش بوركينا فاسو بالرئيس بليز كومباوري الذي حكم بلده الصغير بقبضة حديدية لمدة 27 عاما، بعد أن حاول خداع شعبه بتعديل الدستور ليسمح لنفسه بالترشح لولاية جديدة.

ورغم أن كومباوري لم يكن أبدا رئيسا ديمقراطيا، فإنه تنحي سريعا، وتصرف بديمقراطية، وبصورة أفضل من ذلك المنتخب الذي تحدث عن الشرعية أو الدم وحرض أنصاره علي حمل السلاح في وجه شعبهم.

لم يتلكأ كومباوري ولم يماطل، ولم يلجأ لقوي خارجية لإعادته إلي السلطة، واحترم قرار شعبه وجيشه، وجنب بلاده الفتنة والدم، خاصة وأنها بالفعل من أفقر دول العالم، يعني مش ناقصة!

فعلها كومباوري الديكتاتور، ومن قبله فعلها حكام مستبدون كثيرون، ولم يفعلها الديمقراطي المنتخب الذي ابتلينا به هو وأنصاره، ومع ذلك تدافع عنه وعنهم دول ومنظمات ومراكز أبحاث وكتاب وصحفيون ينتمون إلي دول غربية عريقة في الديمقراطية يفترض أنهم يعرفون مباديء الديمقراطية أفضل منا ومن الشعب البوركيني!

فعلها كومباوري الكاثوليكي ابن بلدة زينياري البسيطة وجنب بلاده حربا أهلية، ولم يفعلها حامل الدكتوراة المنتسب للإسلام، الذي خالف صحيح الدين عندما اختار الفتنة والدم.

فعلها كومباوري وأعطاهم جميعا درسا في أصول الديمقراطية التي يقدمونها لنا في صورة قنابل وطلقات ومقالات مدفوعة.

ألا لعنة الله علي ديمقراطيتكم!


لمزيد من مقالات هـانى عسل

رابط دائم: