.بعد ثورة يناير كانت هناك بوسترات تعلق فى الشوارع وفى خلفيات برامج التوك شو وصدرت سجلات عن الشهداء الذين شاركوا فى هذه الثورة..وكان هناك وسام على صدر كل مواطن جاء اسمه فى سجلات الشرف..عدد من الفنانين والصحفيين والكتاب وهؤلاء جميعا دخلوا التاريخ مع هذه الثورة على أساس إنهم أبطال..مازلت أذكر صوراً كثيرة لنجوم شاركوا فى هذا التاريخ .. والآن هناك ملفات جديدة يجرى إعدادها لإدانة كل من نطق اسم25 يناير رغم أن الرئيس السيسى أكد فى أكثر من مناسبة أن يناير كانت ثورة..هناك من يحاول إسقاط هذا اليوم من ذاكرة المصريين وهناك إعلام مغرض يروج لذلك كله ولا يعقل أن تكون هذه نهاية هذا الحدث التاريخى..والسؤال الآن لماذا خرجت كل هذه التهم الآن وإذا كانت هذه الإدانات والاتهامات قد حدثت منذ أكثر من ثلاث سنوات فلماذا لم تعلن فى وقتها، ولماذا لم تخرج هذه الإدانات فى الأيام الأولى من الثورة ولماذا لم تعلن فى عهد المجلس العسكرى، وأين كانت فى عهد أكثر من حكومة وأكثر من وزير داخلية..إن هذه القضية التى دار حولها لغط كثير لابد أن تحسم أمام الضمير الوطنى لأن دماء الشباب الذين ماتوا فى 25 يناير ضريبة فى عنق هذا الشعب ومسئولية أمام الله وأمام التاريخ .. إذا كانت هناك جرائم واتهامات فإن مكانها النائب العام وليس الإعلام وإذا كانت هناك محاولات لتشويه هذه الثورة فيجب أن يتصدى لها شرفاء هذا الوطن.. إن المسافة كبيرة جدا بين الخيانة والعمالة .. وحين تلقى الاتهامات على الناس جزافا وبلا أدلة فإن هذا يعنى أن العالم رغم كل ما وصل إليه من مظاهر التقدم ليس ألا غابة تستحل فيها كل الأشياء..لماذا يصر البعض على حرمان هذا الشعب من لحظة مضيئة سجلها التاريخ.. محاكم التفتيش على الفضائيات جرائم معلنة.
[email protected]