ومن أمثلة الاستعباط السياسى ما فعله كارتر قبل أيام عندما حزم حقائبه ورحل عن مصر قبل الانتخابات البرلمانية ووراءه 90 مليون قلة، بحجة أن سيادته اكتشف أن الانتخابات ستجرى فى أجواء مقيدة للحريات، وفى ظل قيود مفروضة على منظمات المجتمع المدني، بينما الحقيقة أنه رحل تحت شعار ماليش عيش فى البلد دي، لأنه يعلم جيدا أن الانتخابات البرلمانية المقبلة ستكون نزيهة ونظيفة، تماما كما حد فى انتخابات الرئاسة واستفتاء الدستور، وستجرى دون تدخل من حزب حاكم ولا رئيس، ربما للمرة الأولى فى تاريخ مصر، وهو ما يعنى أن مركز كارتر لن يستطيع القيام بـالشويتين بتوعه فى كل انتخابات، فضلا عن أنه يدرك أن فرص رجاله فى هذه الانتخابات تكاد تكون منعدمة، وأعنى هنا الإخوان والطابور الخامس.
ومن رموز هذه المدرسة أيضا السلطان أردوغان، الذى وصف مظاهرات منتزه جيزى ضده بأنها مؤامرة، ثم وصف الاتهامات الموجهة له ولابنه بالفساد بأنها خطة تآمرية، ووصف خصمه السياسى عبد الله جولن بأنه متآمر، وأخيرا وجدناه يصف احتجاجات الأكراد على تواطئه مع تنظيم داعش الإرهابى بأنها أيضا مؤامرة، فالرجل يعتبر كل هذه مؤامرات، بينما ما يفعله هو نفسه مع مصر منذ سنوات من تطاول وتصريحات مسيئة وإشارات استفزازية زى العيال الصغيرين ومن استضافة مؤتمرات وشخصيات مشبوهة، ليست مؤامرة!
ومن نماذج الاستعباط أيضا وصف إجراءات تأمين الجامعات بأنها تعد على حرية الطلاب .. يا راجل!!
أما أحدث نماذج الاستعباط اللذيذ فهى ضربات أمريكا الجوية الرقيقة ضد داعش، والتى تذكرنى بجملة ادبحها بشويش يا معلم فى مسرحية المتزوجون!!