رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

انتباه
خديعة .. «الرأى والرأى الآخر»

مصيبة إعلامية حقيقية ابتليت بها منطقتنا منذ سنوات اسمها “الرأى والرأى الآخر”. الشعار أنيق لا خلاف عليه من حيث المبدأ، ولكن عندما تمت “زراعته” فى المنطقة، رأينا الفلسطينى يتكلم، ويرد عليه الإسرائيلي، المعتدل يقول رأيه، ويرد عليه المتطرف أو الإرهابي، المثقف يتكلم ويرد عليه الجاهل .. عادي!

نموذج إعلامى خبيث يضع النقيضين غير المتكافئين وجها لوجه : الحق أمام الباطل، السوى أمام الشاذ، الأغلبية أمام الأقلية، “اللى يسوى زى اللى ما يسواش”.

وسار كثيرون فى الإعلام العربي، وتحديدا الإعلام الخاص، على نفس النهج، ظنا منهم أن هذه هى حرية التعبير، من يمثل عشرة أشخاص يعرض رأيه كمن يمثل عشرة ملايين، فماذا كانت النتيجة؟ لغة خطاب متدنية، ومشاجرات وشتائم على الهواء، وإثارة أزمات وفتن، وتحول الأمر إلى خدمة خطط ومؤامرات، وتبرير الخراب والفوضى، وأخيرا، انتهى بنا الأمر إلى ما نحن عليه الآن من محاولات لإسقاط دول وإشعال حروب أهلية ومشروعات لتقسيم دول. واللعبة نفسها يمارسها الإعلام الغربى ببراعة منذ سنوات فى تناوله للشأن العربى عامة، والشأن المصرى خاصة، فهو يحاول فرض “حثالة” على الجميع، ويعتبر الحفاظ على الدولة قمعا، والإرهابى معارضا سياسيا، والخارج عن القانون بطلا يستحق نوبل، والتافهون باتوا ضيوفا وخبراء يدلون بآرائهم ويقولون “الشعب يريد”، والتقارير عن مصر تستند غالبا إلى تصريحات إرهابى يزعم أنه سياسي، أو مسئول فى حزب “أوضتين وصالة”، أو صحفى عاطل، أو كاتب كل رصيده 3 أعمال أدبية، وكام ناشط لا يطيق المصريون مجرد سماع أسمائهم، وكام محلل “ملاكي”، وكأن هؤلاء هم مصر!

ولكنها مصيبة الإعلام غير النزيه الذى يقدم الجزء ويهمل الكل، ويضخم الوهم ويتجاهل الحقيقة، ويظهر الكائنات الدقيقة وكأنها أفيال، فأرسطو قال “تكلم حتى أراك”، والشاعر جورج جرداق يقول : “ثم أغمض عينيك حتى تراني”!

ولولا هذا الإعلام لما رأينا هؤلاء!


لمزيد من مقالات هـانى عسل

رابط دائم: