رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

انتباه
صنع فى تركيا» .. شكرا!

فى علم العلاقات العامة توجد استراتيجية اسمها «التجاهل المتعمد». هذه الاستراتيجية توصف بأنها واحدة من أنجح الوسائل فى تعامل المؤسسات والشركات، أو ربما الدول مع خصومها ومنتقديها أو المتطاولين عليها.

وأنا شخصيا أرى أن هذه هى الاستراتيجية الأمثل فى التعامل مع دول مثل قطر وتركيا، صحيح أن هاتين الدولتين لا تكتفيان بالنقد والهجوم، وإنما يمتد الأمر إلى أمور أخرى أكثر خطورة تصل إلى درجة الأعمال العدائية، وبخاصة بعد أن صدر بيان وزارة الخارجية المصرية الأخير الذى تحدث صراحة للمرة الأولى عن تمويل ودعم أنقرة الفوضى والإرهاب فى المنطقة، ولكن فى النهاية، هذه الأمور تتعامل معها السلطات الحاكمة والجهات الأمنية، أما نحن كمصريين، فأقوى سلاح لدينا هو التجاهل، والمقاطعة جزء من هذا التجاهل، بينما المقاطعة الاقتصادية تحديدا هى السلاح الأقوى فى هذه الاستراتيجية، وقد أثبتت فاعليتها من قبل.

لن نتطاول، فقد لاحظنا جميعا كيف أن كلمة قطر أمام الجمعية العامة كانت شديدة التناقض، خاصة عند الحديث عن دعم الإرهاب، ورأينا أيضا كيف أن أردوغان أيضا فى كلمته كان عصبيا متوترا زاعقا، هاجم الجميع ولم يترك أحدا، فهاجم الأمم المتحدة ومجلس الأمن والدول الكبرى والدول الغربية، وهاجم حتى جيرانه وأساء لهم وتدخل فى شئونهم.

قبل عدة أشهر، قاطع المصريون القناة التى احتكرت كأس العالم، لمجرد أنهم كرهوها، وفضلوا مشاهدة المباريات بطرق أخرى، وقبل أيام كنت فى أحد المحال التجارية الكبرى، وسمعت بجانبى سيدة تتحدث مع زوجها وهى تمسك بضاعة وتقول له عبارة واحدة حازمة "صنع فى تركيا .. شكرا"!!

فالمصريون لا يعرفون الإساءة، ولكنهم يعرفون كيف يتعاملون مع الإساءة، فلن نموت إذا لم نشاهد المونديال، ولن نموت إذا قاطعنا البضائع التركية أو السفر إلى تركيا للسياحة، على الأقل إلى أن تنزاح الغمة هناك.

.. وأعتقد أن هذا قريب!


لمزيد من مقالات هـانى عسل

رابط دائم: