هؤلاء معذورون، وطبيعي أن يضربوا عن الطعام تحت شعار معركة «الأمعاء الخاوية» لتحقيق مآربهم، فالعقول أيضا خاوية، وربما الجيوب كذلك بعد انقطاع «سبوبة» النضال والتمويل، يعني المسألة بالنسبة لهم «أكل عيش» من الآخر، ومصالح شخصية لا تعني المصريين في شيء.
وما أشعرني بالقلق في واقع الأمر هو أن عودة هذه الأصوات تزامنت مع مجموعة من الأحداث المحلية والدولية التي يصعب الفصل بينها، بداية من استفتاء شهادات قناة السويس «المبهر»، ومرورا بتقرير البرلمان الأوروبي «المشبوه» عن أحداث رابعة والنهضة الذي تزامن مع طرد الإخوان من قطر وزيارة كيري للمنطقة، وموقف مصر الرائع من التحالف ضد الإرهاب، ونهاية بانطلاق العام الدراسي، وزيارة الرئيس لأمريكا.
في حين أن ما أشعرني بـ«القرف» هو ما قام به إعلاميون وكتاب من محاولات «التنظير» لهؤلاء علي حساب مصلحة الوطن، وكذلك تورط جهات يفترض أنها محترمة في فتح أبوابها وقاعاتها علي مصراعيها لحفلات شتيمة الجيش والشرطة والقضاء دون حياء.
ومع ذلك، فموقف الحكومة جاء ليجهض هذا الابتزاز، ووضع معارضي القانون أمام أحد ثلاثة خيارات: إما انتظار صدور حكم قضائي، وهو ما لم يحدث - في كفر الشيخ ولا في غيرها - ولن يحدث، أو طرح القانون لاستفتاء شعبى، وعندها سيحظي بموافقة ساحقة، أو ترك الأمر للبرلمان المقبل، وبديهى أن المصريين لن ينتخبوا أي بني آدم يبشرهم بعودة المظاهرات!
.. ولهذا، أرى من الأفضل أن يستمر المعارضون في معركة «الأمعاء الخاوية».. ويا حبذا حتى النهاية!