نعم، ربما تكون الأسر المصرية هى التى منحت قبلة الحياة لمدينة السلام هذا الصيف بالذات، ولكن ما رأيته بعيني، وسمعته بأذنى من العاملين فى مجال السياحة هناك يؤكد أن المصريين يسحبون بالفعل من رصيد “شرم” وسمعتها على المدى البعيد، وهو ما ينذر بخطر كبير على مستقبل السياحة فى هذه المدينة ذات الشهرة العالمية كوجهة سياحية فاخرة مفضلة لأثرياء أوروبا والعالم، أكثر من كونها مصيفا أو مشتى محليا.
قبل فترة وجيزة، كنا نعتقد بأن المدينة هى التى تتعالى على المصريين، وتفضل عليهم الأجانب، ولكن من الواضح أن هناك أسبابا لذلك، فتصرفات بعض المصريين فى شرم الشيخ، مثار استياء السائحين الأجانب أنفسهم، وهو ما يمكن قراءته بوضوح من خلال تعليقاتهم التقييمية عبر مواقع الإنترنت المتخصصة فى السياحة، أو عبر مواقع الفنادق التى أقاموا فيها بالفعل، فأحدهم يشكو من نظرات المصريين إليه، وآخر ينتقد حديثهم بأصوات مرتفعة، وثالث مستاء من صراخ الأطفال وهو الذى جاء باحثا عن الهدوء، ورابع يعانى من عدم احترام المصريين للطوابير والدور، وعلى الأخص فى قاعات البوفيه المفتوح بالفنادق، والتى يعتبرها بعضهم “ساحة قتال” يجب خلالها جمع أكبر كمية ممكنة من “الغنائم” فى الأطباق والحقائب دون أدنى احترام للذات ولا للآخرين، ولا حتى “للنعمة” التى يكون مصيرها فى النهاية صناديق القمامة!
أما العاملون فى السياحة فهم يعانون من أبناء وطنهم، ويتوقون لانتهاء أشهر الصيف ورحيل الأفواج المحلية منخفضة التكاليف، ليعود للمدينة زبائنها الحقيقيون الذين يعرفون قدر شرم الشيخ.
ولهذا، لا أبالغ إذا طالبت بتوزيع “مدونة سلوك” على المصريين الوافدين إلى “شرم” لدى دخولهم إليها للمرة الأولي، تماما مثل الإجراءات الأمنية التى تفرض عند مداخل المدينة، فالفوضى والإرهاب لا فارق بينهما، كلاهما يقطع الأرزاق!