رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

ارفع معنوياتك بجنيه!

الإقناع طريقة يمكن بها أن تكسب من أمامك وتؤثر فيه تجاه حدث معين، وبالتالي يستمع لكلامك وهو في حالة من الرضا التام، أو على النقيض يمكن أن تخسره وتفقد ثقته إلى الأبد... تدور تلك الكلمات في خلدي كلما استمعت لتصريحات المسئولين .

فقد لاقت تصريحات رئيس الهيئة القومية للأنفاق حالة من السخط وعدم الرضا بين الناس؛ بأن الهيئة تدرس رفع ثمن تذكرة مترو الأنفاق إلى الضعف؛ لأن الخسائر كبيرة وصلت إلى 180 مليون جنيه، ليس هذا فحسب؛ بل إنها ستعمل على رفع معنويات الناس بإنشاء ساوند سيستم؛ لسماع موسيقى وأغانٍ وطنية.. وأنه لا قيمة للجنيه!

أعتقد أن حالة السخط في زيادة أسعار تذكرة المترو نابعة بسبب:

أولاً: لأنها الوسيلة التي يعتمد عليها أغلب الناس في الذهاب إلى أعمالهم، بعد غلاء أسعار البنزين، وما تبعه من زيادة في تعريفة الميكروباص.

 ثانياً: الخسائر معظمها يأتي من أنه لا يوجد كنترول على ماكينات الدخول، بسبب تدافع المواطنين بكثرة للخروج، ما يدفع كثير من المخالفين إلى العبور والقفز فوق الماكينات دون رقيب.

ثالثاً: التساهل من قبل أفراد شركات الأمن الموجودين على ماكينات الدخول، وقد حدث موقف في أحد الأيام أثار دهشتي؛ عندما شاهدت سيدة تعبر الماكينة دون تذكرة، وعندما استوقفها فرد الأمن، قالت له بالحرف: "ابنتي تعمل معكم في محطة حلوان"، فما كان منه إلا أن سمح لها بالمرور!!

يجب أن ينظر المسئولون بعين الاعتبار للفقراء ومحدودي الدخل، والذين يعتمدون بشكل يومي على مترو الأنفاق، وألا يثقلوا كاهلهم بزيادات، فقد تقبّل معظمهم زيادة الأسعار، وتحملوا انقطاع الكهرباء والمياه.. فالمشاكل لم تنتهِ بعد ليتقبل المواطن رفاهية سماع موسيقى أو أغانٍ وطنية بالمترو.. غير أنه يوجد بالفعل ساوند سيستم بمعظم المحطات!!

وإذا كانت في نية الهيئة الزيادة مستقبلاً، فلتكن بالتدريج، وعلى حسب عدد المحطات، وبعد فترة؛ حتى لا يجد مردودها حالة سلبية تزيد حالة الاحتقان في الشارع، بشرط أن (يقتنع) المواطنون بتلك الزيادة؛ وسترتفع معنوياتهم أكثر، ليس بسماع الموسيقى، ولكن بتطور جاد؛ في النظافة، والقضاء على ظاهرة الباعة الجائلين والمتسولين بالمترو، وافتراش بعضهم معظم المحطات، خاصة محطة مترو "العتبة" التي تشبه السوق إلى حد كبير، وهو الأمر الذي أدى لرفض سكان منطقة الزمالك إنشاء محطة بها بسبب ما ستحدثه من فوضى عارمة!

كذلك تشديد الرقابة على ماكينات العبور، وتطبيق غرامة فورية على كل المخالفين، وزيادة حملات شرطة مرفق المترو داخل المحطات، فبتعاون المنظومة ككل وتطبيق القانون لن تكون هناك أي خسائر، بل بالعكس، ويمكن الاستفادة حينها بعائد الزيادة في تحسين الخدمة وأعمال الصيانة والتطوير.


لمزيد من مقالات أحمد مصطفى سلامة

رابط دائم: