علام عبد الناصر لم “يولول” كما فعل إعلامنا الخاص في أزمة الكهرباء، وشعب عبد الناصر لم يتذمر بهذه الصورة المخجلة التي رأيناها خلال الأيام الماضية، صحيح أن قطع الكهرباء ساعات طويلة يفوق الاحتمال، ولكن المشكلة فيمن يتذمرون على طول الخط، ويتناسون أننا أصلا سبب تفاقم المشكلة، ليس لأننا نعمل 25 دقيقة يوميا فقط ولا ننتج شيئا يزيد من موارد الدولة، ولكن لأننا أجهضنا كل الحلول : الترشيد والتوقيت الصيفي وإغلاق المحال مبكرا، وبعضنا استحل سرقة التيار واللعب في العدادات!.
حقيقي “حاجة تكسف” أن نتصرف هكذا وبلدنا في حالة حرب تقريبا منذ عام، والمنطقة من حولنا تشتعل بما هو أخطر من انقطاع الكهرباء، ودولها تنهار وتتقسم بسبب غياب جيوشها وغيبوبة شعوبها!.
لقد حذر قادتنا بوضوح منذ البداية مما نحن مقبلون عليه دون أن يتحدثوا عن “نهضة” أو “مائة يوم”، ونحن عاهدناهم على أن نكون “رجالا” ونصبر معهم، ومع ذلك، لم نتوقف يوما عن التذمر والطلبات : تعيينات، حوافز، كادر أطباء ومعلمين، وكله على حساب الموازنة، والنتيجة الطبيعية ارتفاع الأسعار، والاستدانة من الخارج، فأصبحنا عبئا على بلدنا، لا نختلف كثيرا عمن يخرب فيها، فالنتيجة واحدة! .
نريد الكهرباء، ليس مهما من أين تأتي وكم تتكلف وكم نستدين، ولكن المهم تشغيل التكييفات والتليفزيون والنت على مدار الـ24 ساعة، والتسكع في المولات والجلوس على المقاهي كل مساء وسط الكهارب والزينات، متناسين أن آباءنا وأجدادنا، أيام عبد الناصر وغيره، عاشوا على “لمبة الجاز”، ولم يكن “الكلوب” إلا للقادرين!.
.. فعلا : الرجال مواقف .. والشعوب أيضا!.