ماأسهل التبرير! ذلك العيب الذي يكمن في الإصرار على الخطأ والتمادي في الباطل، والأسوأ أن يحاول متخذوه إيجاد المبررات؛ ليوهموا أنفسهم ومن حولهم بأنهم لم يخطئوا أصلاً.. ودائماً هم على صواب.
منذ أيام فوجئنا بملثمين "على الطريقة الداعشية" يلبسون ملابس سوداء، مدججين بالأسلحة، يطلقون على أنفسهم "كتائب حلوان"، منددين بالشرطة والجيش، متهمين إياهم (ظلماً) بأنهم يغتصبون النساء ويسفكون الدماء ويسرقون الأموال، وأنهم سئموا من سلمية الإخوان!!
جاء ظهورهم هذا في وقت ذكرى فض رابعة، مهددين ومتوعدين، غير الحشد من قبل "الإخوان" لهذا اليوم، وعلى رأسهم "القرضاوي"، ظاناً أن حشده سيجد قبولاً لدى الناس، وسينزلون فوراً للميادين بأعداد كبيرة، ونسي أن المصريين لفظوا هؤلاء الجماعة وأعمالهم.. الذين يقومون بأعمال تخريبية، وقطع الطرق، وتعطيل المترو، وحرق الأتوبيسات، والمنشآت والمنازل وأقسام الشرطة.. في آخر محاولات "النزع الأخير".
والغريب في الأمر أنك تجد من يبرر وجود "كتائب حلوان" والأعمال التخريبية، وتجد على لسانه المبرر الجاهز "يا عم ده شغل مخابرات.. كل الشغل دا اتهرس في 500 فيلم قبل كده!!".
ثم تتساءل.. ماذا عن سلسلة التفجيرات التي ادعى "الإخوان" باطلاً أنها بفعل فاعل؛ تجد الرد بلهجة يشوبها الغطرسة: "حتى تقوم الدولة بإحكام قبضتها على المواطنين, وأن ما يحدث الآن وسابقاً منذ أيام تفجيرات مديرية أمن المنصورة وما قبلها هي صناعة أمنية ومخابراتية.. لازم الأمن يعمل كده عشان يعرف يحكمكم!!" وهذا اعتراف صريح بأن من يحكمونهم يختلفون عمن يحكمون البلد وشعبها.
هكذا أصبحت كلمة "شغل مخابرات" سهلة للغاية؛ والشماعة التي تبرر الأعمال الإجرامية الإرهابية التي يقوم الإخوان بها؛ بداية من مقتل جنود رفح وسلسلة تفجيرات مديرتي أمن المنصورة والقاهرة، وصولاً بالمحاولات العبثية لحرق المنشآت وإلقاء عبوات بدائية فى المترو، وانتهاء بمقتل جنود الفرافرة، ثم أحداث 14 أغسطس، ذكرى فض رابعة، ومحاولات قطع الطرق وتعطيل أبراج الكهرباء..
ولا يعلم هؤلاء قيمة ودور الجيش والشرطة، وأن جهاز المخابرات أرقى وأكبر من أن يقوم بتلك الأعمال، وكل فرد يعمل به هو خريج محترف من مدرسة الوطنية المصرية.
إن أسوأ شيء في الوجود أن يختلق الإنسان أوهاماً وتبريرات حتى يقنع بها نفسه ليصدقها.. ويحاول إقناع الآخرين بها.. مع أنه ليس عيباً أن يكون رأيك خطأ وتكتشف أنه خطأ ومن ثم تتراجع عنه.. وتعتذر... أما الإصرار على الخطأ فهو المصيبة الكبرى.
تحيا مصر.. ويحيا أهل مصر... وتحية إلى الجيش والشرطة وجهاز المخابرات الوطني. أما أنتم أيها المخربون فلا مكان لكم.. بل في النزع الأخير.. فلنقرأ عليكم الفاتحة... آمين.
لمزيد من مقالات أحمد مصطفى سلامة رابط دائم: