رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

انتباه
كلنا «براون»!

لم يكن الشاب الأمريكى الأسود مايكل براون عضوا فى جماعة إرهابية، ولم يكن يحمل فى يده قنبلة ولا رشاشا ولا خرطوشا ولا شمروخا ولا حجارة، ولا حتى قلم ليزر، ومع ذلك أطلق عليه ضابط الشرطة “الأبيض” رصاصة أردته قتيلا فى ضاحية سانت لويس “السوداء” بمدينة فيرجسون بولاية ميزوري، مفجرا موجة غضب ضد وحشية الشرطة وعنصريتها.

حالات السلب والنهب والتخريب انتشرت فى شوارع فيرجسون بعد هذه الجريمة، وردد المتظاهرون عبارات خطيرة مثل “اقتلوا الشرطة”، مما اضطر شرطة فيرجسون إلى الانسحاب من الشوارع، ونزلت شرطة ولاية ميزورى بدلا منها بقيادة قائد شرطة أسود لتهدئة الموقف.

ورغم مزاعم الإعلام أن براون مختل أو “سوابق”، فقد شهدت مدن أمريكية مثل نيويورك ولوس أنجلوس مظاهرات تضامن مع براون وللمطالبة بالقصاص، ورفع المواطنون الغاضبون لافتات من نوعية “لا تطلقوا النار علينا نحن أيضا”!

جريمة فيرجسون فاضحة، والانتهاك صارخ، وقنبلة العنصرية تنفجر بين الحين والآخر فى وجه الإدارة الأمريكية، وكل من يزور أمريكا يشم هذه الرائحة الكريهة مع كل خطوة مهما بلغت درجة إعجابه بـ”الجنة” الأمريكية، والدليل ما حدث للعرب والمسلمين بعد هجمات سبتمبر 2001، وما يحدث للسود والفقراء كل يوم، بل إن مشردى إعصار كاترينا ما زال أغلبهم بلا مأوى حتى يومنا هذا، ولولا قوة مؤسسات الدولة الفيدرالية لاندلعت ثورة “ربيع أسود” فى أمريكا منذ سنوات، فالنسيج الاجتماعى هش، والكراهية موجودة، وكذلك العنصرية والتطرف، والأسلحة الشخصية منتشرة فى كل بيت، والأزمة الاقتصادية تقسو على الجميع، ولو كانت هناك دول وحكومات تدس أنفها فى شئون أمريكا، ومخابرات ومنظمات تتآمر وتخطط لتقسيمها إلى دويلات، لسقطت أمريكا كلها فى ساعة!

.. وبمناسبة المنظمات : مايكل براون كان سلميا يا “هيومان رايتس ووتش” .. أى والله!


لمزيد من مقالات هـانى عسل

رابط دائم: