رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

انتباه
خالد وحماس!

فى معركة مؤتة، التى خاضها جيش المسلمين ضد الروم والغساسنة، ظهرت عبقرية خالد بن الوليد، ليس فى قيادة المعركة فقط،

وإنما بقراره الجريء بسحب جيشه والعودة به إلى المدينة حفاظا على من تبقى من المقاتلين بعد استشهاد زيد بن حارثة وجعفر بن أبى طالب وعبد الله بن رواحة، وبعد أن أوشك الجيش المسلم على تلقى هزيمة تصل إلى درجة الإبادة.

هذا هو الإسلام الذى نعرفه، وهؤلاء هم القادة العظام الذين صنعوا مجد هذه الأمة.

لم يستغل خالد فرصة تسلمه قيادة الجيش للمتاجرة بدماء المسلمين وتحقيق مجد شخصي، بل كان مجده الحقيقى فى عبقرية الانسحاب والحفاظ على الجيش، لا عبقرية إسالة الدماء، وترديد الهتافات.

تحمل خالد بعد عودة الجيش إلى المدينة سخرية من وصفوه بـقائد المنسحبين ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم سر بما فعله خالد، ولقبه منذ ذلك اليوم بـسيف الله المسلول فقد أيقن أن ما فعله خالد هو الصواب، ولم لا، والرسول سبق أن أرسى المبدأ نفسه فى الحديبية، ولكن بصورة أخري، عندما فضل التصالح على سفك الدماء بل ورضى ببعض العبارات التى لم يرض عنها الصحابة فى ديباجة بنود الصلح من أجل الصالح العام للأمة، فهذه هى الحكمة، وهى صنعة العظماء والعباقرة، أما الحماقة فقد أعيت من يداويها، والمصيبة أن يكون الحمقى قادة جيوش وشعوب ودول، وهذا هو ما ينطبق على ما فعلته حماس فى شعب غزة، إذ قدمت أجساد الأطفال والنساء قرابين رخيصة الثمن لإسرائيل، ورفعت شعارات الصمود والدم والمقاومة ليس من أجل القضية، وإنما للبقاء فى السلطة.

لم تطبق حماس قاعدة: وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة فلم تستعد سوى بالشعارات والانقسام وكل فنون المتاجرة بالدماء والشهداء والأطفال والمساجد على شاشات «الجزيرة» تماما مثلما تاجرت الإخوان بدماء أعضائها والذين خدعتهم من المصريين، وحتى الصواريخ التى أطلقتها حماس على المدن والبلدات الإسرائيلية، والتى قيل إنها بالآلاف وأصابت عمق إسرائيل، تبين أنها مثل صواريخ «صدام» ولم نسمع أن صاروخا منها أصاب هدفا إسرائيليا «عليه القيمة» وجاءت المأساة عندما طرحت مصر مبادرة لإنقاذ شعب غزة، ورد قادة حماس من استوديوهات الفضائيات ومن داخل فنادق الدوحة واسطنبول برفض المبادرة، ثم عادوا بعد أيام ليبحثوا عن مبادرة قطرية أو تركية لن تأتى أبدا، أو ربما تأتى بعد أن تضيع غزة كلها، وبعد ذلك يتحدثون عن الإسلام، وهم بالتأكيد لن يكونوا أحرص على الدين والأمة من «خالد» أو محمد صلى الله عليه وسلم.

.. وأعتذر عن المقارنة!


لمزيد من مقالات هـانى عسل

رابط دائم: