رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

انتباه
مدللون!

دخلنا فى الجد، وبدأنا مرحلة التنازلات المؤلمة والقرارات القاسية! سنعانى من التقشف وارتفاع فواتير الغاز والكهرباء والبنزين ومن زيادة الضرائب، و«ببرونة» الدعم ستنزع تدريجيا من أفواهنا، ولم يعد هناك بديل، مهما امتعضنا،

 ومهما حاول البعض التهديد بثورات ودغدغة مشاعر الفقراء، ولو تغيرت مائة حكومة وقامت ألف ثورة وتغير مليون نظام، سنصل فى النهاية إلى نفس النتيجة.

ولسنا أفضل من شعوب أخرى تحملت هذه المراحل الصعبة، اليابانيون والكوريون والألمان والبرازيليون والأرجنتينون والماليزيون تحملوا ما هو أصعب، وحتى البنجلاديشيون، أما نحن فمعظمنا يكتفى بتقاضى الراتب والعلاوة والأرباح السنوية دون مقابل، بل دون أن يعمل، أو ربما دون أن يذهب إلى العمل أصلا، ومع كل هذا، فهو لا يعيش على قد لحافه، ويرى نفسه فقيرا ومحروما دائما وأبدا، وكروشنا الممتلئة وأطباق الدش المنتشرة فوق أسطح عمارات العشوائيات والموبايلات فى أيدى المتسولين تشهد بذلك.

ما أعرفه أن الفقير هو من لا يجد قوت يومه، كما يقول ديننا، أو من لا يقل دخله عن 9 جنيهات يوميا كما تقول العولمة، ولكن الفقير عندنا فى مصر هو من لا يجد ثمن الدخان والمعسل وكارت المحمول وفاتورة النت والسمارت فون و«تفويل» تنك العربية يوميا للبيه الصغير ليتفسح مع أصحابه.

فنحن شعب لا يقدم إنتاجا ولا خدمات، ويعشق فقط لعن الحكومات المتعاقبة، وها هى الحكومات تتغير، والشعب لم يتغير، فقد أنفق 30 مليار جنيه على رمضان الحالي، وينفق 60 مليارا سنويا على التدخين، ومليارات أخرى على الكيف والشماريخ وعلب السبراى المستوردة لزوم النضال، والذين ينفقون هم الفقراء قبل الأغنياء.

وحتى من زادت مرتباتهم فى السنوات الثلاث الماضية «بالعافية» مثل الأطباء والمدرسين والسائقين، ماذا قدموا من إنتاج أو خدمات؟.. «لا شىء».

ولذلك، إذا أردت أن تحنو على شعب، صارحه بالحقيقة، وكف عن تدليله!


لمزيد من مقالات هـانى عسل

رابط دائم: