أسهل شىء أن تبث الكذبة بالكلمة أو بالرسم أو بالصوت والصورة عبر الفيسبوك أو تويتر أو الواتس آب أو الفايبر وتصورها كحقيقة، بل وتقتنع أنت نفسك سريعا أنها حقيقة، رغم أنك صاحب الكذبة!
أسهل شىء أن تعتقد أنك حكيم وفيلسوف بما تكتبه، وأنك زعيم وبطل قومي، وأن حالتك المزاجية التى تنشرها على الفيسبوك مثلا تحرك الجماهير وتشعل وقود الثورة!
أسهل شىء أنك تعتقد أنك صرت مصدر الأخبار والمعلومات الأول فى العالم بما تبثه و«تشيره» عبر مواقع التواصل الاجتماعى من أخبار وشائعات جمعتها من مواقع «بير السلم» ومدونات الشباب «المبرشمين» أو من صحف أجنبية تستقى معلوماتها من المنظمات المشبوهة أو من تقارير زبائن مقاهى وسط البلد!
أسهل شىء أن تتصور نفسك إسماعيل ياسين أو عادل إمام وأنت تطلق النكات والسخرية على الجميع، السخيفة بالطبع، ضد مسئول أو مدير أو رئيس، بعضها مرفق بصورة «آساحبى»، تلك الشخصية الكريهة فى رأيى التى ترتبط ارتباطا وثيقا منذ ظهورها بأفكار الأناركية العالمية من الرفض و«التسخيف» و«إهانة الرموز»، كالأب والمدير والمسئول والمحافظ والوزير!
أسهل شيء أن تسخر من الدراجة واللمبة الموفرة وزيارات الوزراء وأحكام القضاء وقانون التظاهر، وأن تقتنع تماما عبر عالمك الافتراضى بأن مرسى راجع، وأن مظاهرات ال إخوان فى الشوارع بالملايين، وأن الملائكة تقاتل معهم كما تقاتل مع «القاعدة» و«داعش»!
كل هذا سهل، أما الصعب، فهو أن تدرك أنك مريض بـ «الفصام الإليكتروني»، ولا علاج له إلا الانشغال بالعمل، شفانا الله جميعا!