ألم تكن أمريكا هى المسئولة عن وضع البذرة الأولى لـ«القاعدة» فى أفغانستان لمحاربة الغزو السوفييتى؟ ثم عادت لأفغانستان بعد ذلك بحجة القضاء على هؤلاء؟
أليست أمريكا من دعم الجماعات الدموية المعادية للأسد بهدف تفتيت سوريا وإسقاط جيشها لصالح إسرائيل؟
أليست هى من يتحمل مع الناتو مسئولية الأوضاع الأمنية المزرية التى وصلت إليها ليبيا؟
أليست هى التى دعمت وباركت وصول جماعة «الإخوان» الإرهابية إلى السلطة فى مصر، بل ومازالت تصف «الجماعة» حتى الآن فى وسائل إعلامها وفى مراكزها البحثية بأنها «المعارضة» التى تتعرض للقمع؟
أليست أمريكا هى التى دعمت وما زالت تدعم معنويا على الأقل ـ جماعات الفوضى فى مصر واليمن وفنزويلا وروسيا والصين وغيرها، لنشر النموذج الديمقراطى الأمريكى وفرضه «بالعافية» على هذه الدول؟
أليست أمريكا هى التى تسببت فى تقسيم أوكرانيا إلى ثلاث دول بسبب الثورة «المباركة» فى كييف؟
إذا كانت الإجابة عن هذه التساؤلات بـ«نعم»، فلماذا إذن يفترض أن نصدق ما تقوله أمريكا هذه الأيام من أنها رصدت مكافآت لاعتقال إرهابيين فى مصر ونيجيريا، أو أنها أوفدت مسئولا بوزارة الخزانة للشرق الأوسط لبحث قطع شبكات تمويل منظمات «إرهابية» استفحل خطرها الآن؟ أو أنها قلقة على العراق أو سوريا؟
هل تحاول أمريكا «لم ثعابينها» من المنطقة بعد خراب مالطة؟ أم أن هذه «الثعابين» ستظل موجودة على الأرض لمواصلة دورها؟
.. الواقع يشير إلى أن أمريكا بعد فشلها فى فرض نموذجها على شعوب المنطقة، وفى زرع عملائها فى الحكم، لم يعد أمامها سوى معاقبة هذه الشعوب.
.. وما يحدث فى العراق يؤكد أن أمريكا الآن تحرق المنطقة بثعابينها وبسحرها الأسود، فلا تنتظروا منها سوى إشعال المزيد من الحرائق، أو «الفرجة»، ولا تنتظروا منها أى خجل أو ندم أو مساعدة.