وبغض النظر عن مستوى التمثيل، كان من المنطقى عدم توجيه الدعوة أصلا إلى مثل هذه الدول المتعالية التى صدعتنا بدروس عن الديمقراطية وحرية التجمع والحوار والمصالحة مع إرهابيين وسفلة وخارجين عن القانون، أو كان من الممكن تخصيص مقاعد هذه الدول فى الصفوف الأخيرة، على أن يتم حجز المقاعد الأمامية لمندوبى الدول "الرجالة" فقط التى وقفت بجانبنا فى محنتنا، بلا تدخلات أو محاضرات.
لقد سبق للمصريين وقادتهم أن أعلنوا بوضوح أن مصر لن تنسى من يقف بجوارها وقت الشدة، ولن تنسى أيضا من يقف ضدها، وهؤلاء الذين نتحدث عنهم، لم يقفوا معنا، واختاروا أن يكونوا فى خانة واحدة مع الإخوان باسم المصالحة، ومع “الأناركيين" باسم الحريات، فالساكت عن الإرهاب كمن دعمه وموله تماما، ومن أصيب بالخرس لهجمات سالت فيها دماء رجال جيش وشرطة ومدنيين، ثم نطق كفرا لكى يدين اعتقال "رجالته" فى مصر ليس صديقا ولا حليفا، ولا يستحق أن يشاركنا فرحتنا أو أن يتحدث عن مصالح وعلاقات استراتيجية.
لقد آن الأوان أن ننسى هؤلاء تماما ونخرجهم من حساباتنا، ولا نعول عليهم، فلا يوجد من بينهم من يحق له أن يملى علينا شروطه ويتحدث عن الديمقراطية وحرية التظاهر والمصالحة، وليكن كذبهم ونفاقهم على أنفسهم، فلا أوروبا تقبل تنظيم مظاهرة لإرهابييها العائدين من سوريا، ولا أمريكا مستعدة لقبول مشاركة حزب يعبر عن "القاعدة" مثلا فى الكونجرس!
وهؤلاء لا تنتظروا منهم أى خير أو تعاون لوجه الله، ولا تتوقعوا من إعلامهم مصداقية أو نزاهة، بل يجب أن نتوقع منهم الأسوأ دائما، فهم جميعا مثل "عواجيز الفرح"، وكما أن حضورهم يؤذيهم، فرؤية وجوههم أيضا تؤذينا!