رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

انتباه
رجال .. و«عيال»

الشباب محبط .. الشباب سيقاطع الانتخابات .. هذا الكلام يتردد الآن فى كثير من وسائل الإعلام، وأنا شخصيا أرى أن من يعول كثيرا على الشباب فى الانتخابات أو غيرها فهو «مسنود على حيطة مايلة»، فيكفى ما فعله بعضهم ببلده من تجارب على مدى السنوات الثلاث الماضية.

أتذكرون عندما قامت ثورة يناير، ماذا كان يفعل الشباب المنتشون بالتدليل والتمجيد الإعلامى لهم؟ وكيف كانوا يسخرون ممن هم أكبر منهم فى الشوارع والميادين وعبر وسائل الإعلام ويقولون لهم: «لقد نجحنا فيما فشلتم فيه على مدى عقود»، وكانوا يقولونها صراحة «اركنوا انتم على جنب، واتركونا ندير البلد بطريقتنا»؟ والويل كل الويل لمن كان يحاول مخالفتهم فى الرأى أو الاعتراض على تصرفاتهم، التى ندفع ثمنها حتى الآن؟!

لقد تحولت مصر على أيدى «الشباب» إلى حقل تجارب، وباتت أشبه بتاجر حجر عليه أبناؤه فأفسدوا تجارته وبددوا ثروته، ثم هربوا وألقوا باللوم على من كان يدير المرحلة الانتقالية، ونسوا أنهم هم الذين كانوا يديرون البلد من الشارع والفضائيات، ولم نر منهم علما ولا فكرا، بل اعتراضات ومطالب بالتمكين، وبعضها ممن باع نفسه لممولى التخريب، والمؤسف أن هناك جيلا سيئا فى الطريق أيضا لم يتعلم شيئا فى المدارس والجامعات منذ 2011.

بالتأكيد لا أتحدث عن كل الشباب، ولكنى لا أتحدث أيضا عن قلة منهم، وهؤلاء الآن أمام خيارين فى انتخابات الرئاسة: صباحى الذى يغازلهم بالكلام عن الثورة ودومة وحق التظاهر وإعانة البطالة، أى اللا قانون، واللا دولة، واللامنطق، والسيسى الذى يتحدث عن قانون ودولة ومشروعات وعمل وصبر وشعب «يصمد» وشباب «رجالة» بخلاف هؤلاء الذين يتحدث عنهم صباحى ويعجبهم حديثه، وبخلاف من نتحدث عنهم!

إذن كفانا حديثا عن الشباب، فعلى هؤلاء الشباب أن يغيروا من أسلوبهم ويتصرفوا كالرجال أولا، وبعدها يمكن أن نهتم برغباتهم وأمزجتهم، فالرئيس المقبل يريد رجالا، ويكفى مصر ما فعله بها «العيال»!


لمزيد من مقالات هـانى عسل

رابط دائم: