وكل من تطأ أقدامه العاصمة فيينا... انتهيت فى دقائق معدودة من إجراءات الدخول.. وخرجت سريعا ليستقبلنى أحد الأصدقاء المقيمين بالنمسا، وتنطلق سيارته لتجوب شوارع فيينا المبدعة التى تمنحك إحساسا بأن كل ركن من هذا البلد مرسوم كلوحات فنية بأيدى أمهر رسامى العالم... فكل شىء من حولك يبعث على السعادة والبهجة... فالوجوه التى تقابلك تسابق ثغرها الابتسامة... لغة الحوار قريبة إلى القلب تألفها سريعا وتذوب جوارحك خجلا من الأدب الجم لهذا الشعب الهادئ والمتحضر.. وقد حباها الله بموقع فريد فلها حدود مشتركة مع سويسرا غربا وألمانيا وسلوفاكيا وتشيك شمالا والمجر شرقا وسلوفينيا وإيطاليا جنوبا... فيستمتع شعب النمسا الذى يصل إلى تسعة ملايين نسمة بأجوائها النظيفة... ويفتخرون دائما فى كل مطاعمها وفنادقها وشوارعها أنهم لا يتناولون الغذاء الملوث والمياه المعدنية، فطعام النمسا ومياهها صالحة 100% وتتذكر وأنت تجوب شوارع النمسا وساحة ستيفتز الشهيرة بتاريخها العتيق وآثارها وكاتدرائيتها التاريخية، وقصر الشوفيرون الذى يعتبر رمز الحكم القديم هناك وحديقة الزهور والقصر الإمبراطورى أغنية الراحلة أسمهان ليالى الأنس فى فيينا... لتفيق مستيقظا بالعودة إلى أرض الوطن لتصطدم بمطبات شوارعنا وأصوات آلات التنبيه والتوك توك، وغلبة المرور والسير عكس الاتجاه والوقوف فى الممنوع والاعتصامات والسباب والألفاظ النابية لتستيقظ من حلم ناعم أخاذ إلى كابوس حقيقى مزعج ومخيف ندعو الله أن يخلصنا منه أو يخرجنا منها بسلام!!.