رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

انتباه
وقاحة الإبداع!

إلقاء «القاذورات» سهل، ولكن جمعها وتدويرها والتنظيف مكانها أصعب بكثير! وأسهل شيء هذه الأيام أن تنتج «قمامة» وتطلق عليها فنا أو إعلاما، وتسمى نفسك مبدعا أو مثقفا، وتتحدث عن حرية التعبير، ثم تقول لمن لا يعجبه إبداعك: «اخبط رأسك فى الحيط» أو «اقلب المحطة» أو «الجمهور عايز كده»!

ولكن الأصعب أن تحاول، ولو بقرار بسيط، الحفاظ على ما بقى من مجتمع انهارت أخلاقه وضاع شبابه، لأنك ستفاجأ بأن الطعنات ستنهال عليك من كل جانب، فما أكثر دعاة قلة الأدب والفوضى فى بلدنا، وما أقواهم، وأوقحهم!

«القاذورات» التى حاول محلب أن «يلمها» خلال الأيام الماضية، ممثلة فى الفن الرديء، رائحتها تزكم الأنوف منذ سنوات، وحذر منها الرئيس عدلى منصور فى عيد الفن الأخير، ولكن الإخوة المبدعين لم يستوعبوا نصيحته، فأصروا على تقديم نفس الفن الرديء الذى دفعنا جميعا ثمنه خلال السنوات الثلاث الماضية فى صورة جيل كامل تربى على هذه الجرعات الإبداعية المزعومة، ولم ينل حظه من التربية والأخلاق والتعليم.. جيل النشطاء والائتلافات الشبابية والثورية والألتراس و6 أبريل وطلاب الإخوان والمظاهرات المدفوعة وأصحاب الشعر الكانيش والضفائر والجداريات والشتائم.. جيل وجد نفسه فى غفلة من الزمن مسئولا عن قيادة مجتمع بكامله، ونصب نفسه «فرعونا» صار أكثر استبدادا من الفرعونين اللذين سقطا!

ولذلك لا أرى كثيرا من الاختلاف بين الوقاحة باسم الإبداع، والقنابل باسم الدين، والفوضى باسم الحرية، فالثلاثة شيء واحد.

إذن، اصمد يا محلب فى محاربة القاذورات هذه، فمازال أمامنا الكثير، وكلنا معك، ولتذهب حرية التعبير والإبداع إلى الجحيم، وعلى من يدافع عنها أن يتوارى خجلا ولا ينطق بكلمات سيحاسبه الله عليها يوم القيامة.. يوم لا ينفع إبداع ولا حرية تعبير!


لمزيد من مقالات هـانى عسل

رابط دائم: