رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

بكل صراحة
باريس التى أبكتنى!!

قادتنى أقدامى المترنحة إلى رحلة خارج البلاد وكانت الزيارة لفرنسا والنمسا وتشيك.. وقد قبلت هذه الدعوة بعد أن تلبدت جوارحى بضباب الحياة وتلوث الأجواء بالشارع السياسى بأنواعه

وكانت فرصة كى يغسل الانسان منا همومه ويرتب أفكاره وكى يهدأ قولونى الملتهب وسكرى المرتفع دائما.. رغم ادعائى الهدوء الذى يبدو على وجهى فى الظاهر لكنه بركان ثائر ومنتشر بين جسدى الضعيف.. بسبب تردى أوضاعنا فى كل ركن من أركان البلاد.. هبطت الطائرة إلى عاصمة النور باريس «بشارل ديجول» فلم تك الزيارة الأولى فقد زرتها عدة مرات لكن هذه المرة نظرت إليها بعين المتأمل على حالنا وحال أهل هذه البلاد الرائعة التى تبدو لزائريها كأميرة جميلة وفاتنة.. كلما غبت عنها وجدتها ازدادت أنوثة وجمالا.. تفاصيلها مبهجة.. فلا ضوضاء ولا ضجيج.. الناس هنا لا يتكلمون لكنهم يهمسون بعضهم إلى بعض.. فالبهجة والابتسامات تعلو وجوه وشفاء أهل باريس.. فلا مجال لكسر القوانين فكل شيء بها يسير بدقة فائقة.. فتجولت فى شوارعها فى مطاعمها فى أزقتها المبهرة المرتبة.. فى معالمها الشهيرة.. إنها حقا بلاد تبعث البهجة والسرور لأهلها وزائريها.. وجدتنى أشعر بالحزن والأسى على حالنا وأضع استفسارات ومقارنة بيننا وبينهم فإن كانوا هم أصحاب حضارة.. فنحن أهلها.. وإن كانت اجواؤهم باردة يتطلعون إلى قليل من دفء الشمس فأجواؤنا أكثر جمالا.. خيرات بلادنا كثيرة وكبيرة.. فما الذى ينقصنا إذن؟؟ وجدت أن القانون والضمير هما الداعمان لرفعة هذا الشعب الذى أسهم كثيرا فى تساقط دموعى ليس حقدا على أهل باريس لكن على حالنا وأخلاقنا التى تراجعت كثيرا.. وعودتها كأم الدنيا ليس بالشعارات والكلام لكن بالعمل والجهد ونزع الكراهية والأحقاد من نفوسنا.. أما عن النمسا وتشيك ففى المقال المقبل إن شاء الله!!.

لمزيد من مقالات سامى خيرالله

رابط دائم: