وعالمنا اليوم مليء بهذه الشخصيات الفكاهية التى يؤدى أصحابها أدوارا فى الحياة تشبه دور «مهرج الملك» فى الحكايات القديمة، أو شخصية «قفة» فى مسرحية الراحل ألفريد فرج «علي جناح التبريزى وتابعه قفة»!
ومن أبرز النماذج على الفئة الأولى معظم كتاب الأعمدة فى الصحف الأمريكية والبريطانية الذين ينشرون «هراءً» يوميا عن الشأن المصري، وتستشعر أن الواحد منهم «حافظ ومش فاهم»، فيردد ما يسمعه فقط، ويتحدث بما لا يعرفه عن هذا البلد، وهو ربما لا يعرف موقع مصر من الخريطة أصلا!
أما الصنف الثاني، فمن أبرز أمثلته منظمة «هيومن رايتس ووتش»، والتى أقترح تغيير اسمها إلى «أمريكان رايتس ووتش»، باعتبارها تؤدى دور الخادم الأمين و«الماكيير» للحكومة الأمريكية لتجميل سياساتها وتوجهاتها القبيحة.
فبعد التجاهل شبه التام من هذه المنظمة لجرائم واشنطن الدولية عقب هجمات سبتمبر، وآخرها التجسس على طوب الأرض، وصمتها المريب على التدخل العسكرى الفرنسى فى مالي، ومذابح افريقيا الوسطى، وإحراق المسلمين أحياء فى ميانمار، وقمع الإنترنت فى تركيا، وانتهاكات حقوق الإنسان فى قطر، من فضيحة عمال المونديال، إلى فضيحة حبس الشاعر ابن الذيب.. بعد كل هذا، أفاقت «أميريكان رايتس ووتش» من سباتها الاختيارى، وبعثت قبل أيام خطابا تحريضيا إلى الإدارة الأمريكية لكى تقطع مساعداتها عن مصر، بدعوى قمع حقوق الإنسان، وتجاهلت المنظمة حقيقة أن «الإنسان» فى مصر يستيقظ كل صباح على جرائم تفجير وقتل جنود ومدنيين وحرق سيارات وممتلكات عامة وخاصة لا يرتكبها سوى أولئك الذين تدافع عنهم تلك المنظمة بوقاحة و«استعباط»!
ونسى «قفة» أيضا أن هذه المساعدات تحقق صالح أمريكا أولا باعتراف كيرى ونواب الكونجرس أنفسهم!
.. وكما قلنا فى البداية: فالفارق بين الغبى والمتغابى.. مجرد «شعرة»!