ففى قطر، حدد نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعى يوم 30 مارس موعدا للثورة ضد نظام تميم، بعد أن سقطت البلاد فى عزلة إقليمية خطيرة نتيجة لتدخلاتها السافرة فى شئون الأشقاء الكبار.
وفى تركيا، تجرى اليوم الانتخابات البلدية، التى يواجه فيها حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان اختبارا صعبا فى خضم سلسلة الفضائح والاتهامات بالفساد التى تفجرت ضده خلال الأشهر الماضية، وسط آمال خصوم أردوغان فى أن تكون هذه الانتخابات بداية النهاية له، لمسئوليته عن تدهور سمعة تركيا فى الخارج، وتورطه فى الفساد، وقمعه الحريات، ولتدخلاته فى شئون الدول الأخرى ومن بينها مصر وسوريا، إلى الدرجة التى أصبحت معها البلاد مقرا لاستضافة المؤتمرات المشبوهة.
وعلى الرغم من أن كثيرا من المتفائلين يرون أن هذا اليوم سيشهد نهاية تميم وأردوغان، فإننى شخصيا أرى أن هذا التفاؤل لا سند له الآن.
فبالنسبة للحالة القطرية، من الصعب أن تنجح حركة 30 مارس، لسبب بسيط، هو أن القائمين على أمر هذه الثورة نسوا أن الثورات تقوم على إسقاط أنظمة وقادة، بينما قيادة قطر الفعلية تدار من قناة الجزيرة وقاعدة العيديد، كما أن «حكاية» الثورات هذه تحتاج إلى «مستلزمات»، كأجهزة مخابرات أجنبية وسفارات ومنظمات حقوقية وحركات مشبوهة وعملاء يديرون وفقراء يقبضون، وهى فى النهاية لعبة لا يجيدها فى المنطقة إلا قطر!
أما بالنسبة لتركيا، فأغلب الظن أن حزب أردوغان سيحقق فوزا، ولكن هزيلا، فى الانتخابات البلدية، لأنه رجل يعرف جيدا ثغرات الديمقراطية، وكيف يبقى فى منصبه لأطول فترة ممكنة، بالفساد أو بالقمع، أو بضعف المعارضين، غير أن سقوطه المروع سيأتى لاحقا.
وأخيرا: لن يفل الحديد إلا الحديد، ولن يسقط تميم وأردوغان إلا بمثل أفعالهما!