رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

انتباه
الإحساس نعمة

لست من المنبهرين على الإطلاق بكل ما يكتب فى الإعلام الغربى، ولكنى مع ذلك أنحنى له احتراما لأنه أظهر للعالم كله، أنه إعلام يتحلى بالوطنية فى الظروف الاستثنائية.

فمن خلال متابعة ما ينشر ويقال فى الغرب منذ اندلاع أزمة أوكرانيا، سنتأكد أنه إعلام يعرف معنى «المصلحة العامة» ويقدر مقتضيات «الأمن القومي» ويحترم مؤسسات الدولة، ولا يغرد خارج السرب بحجة عرض وجهات النظر أو الحياد الإعلامي.

وقبل أيام، كتب الصحفى الأمريكى الشهير توماس فريدمان مقالا يقطر غيظا وغضبا فى صحيفة «نيويورك تايمز» يدافع فيه عن سياسات الإدارة الأمريكية فى أوكرانيا، بل يطالب أوباما وقادة أوروبا بمعاقبة بوتين و«تأديبه» على ما فعله فى القرم حتى لا يكررها ثانية، رغم حقيقة أن الصفعة التى تلقاها أوباما من بوتين فى القرم كانت عنيفة وأشبه بصفعات فيلم «عنتر ولبلب»، بعد ما سبقها من صفعات فى سوريا وإيران ومصر، ومع ذلك، فالأخ فريدمان راض عن أوباما، ويكتب مثل صحفيى الدول الشمولية، بل إننا لن نجد أحدا فى إعلام الغرب يدافع عن روسيا.

ففى أكبر الدول الديمقراطية، يقف الجميع، من إعلام وخبراء ومحللين ونخبة، بقوة خلف بلدانهم فى قضايا الأمن القومي، فلا يوجد شيء اسمه حياد إعلامي، ولا الرأى والرأى الآخر، والاستوديوهات ليست مفتوحة «ع البحرى» لأى واحد «من الشارع» ليقول «أى كلام»، مثل أولئك الذين يعتبرون الهجوم على مؤسسات الدولة «رجولة»، أو هذا العبقرى الذى كتب يطالب بإقامة مباريات الدورى دون شرطة، لكى تصبح السفالة والبلطجة هى الدولة، ومثل أولئك الذين يصدعوننا بالمطالبة بالإفراج عن المعتقلين بحجة أنهم «ثوار» أو «حفاظا على مستقبلهم»!

يا سادة: هناك شيء اسمه «أمن قومي» و«مصلحة عامة» و«أوقات أزمات» و«إحساس بالمسئولية»، وليتنا نتعلم من الآخرين، وإذا كنا لا نعترف بكل هذا، فيكفى أن يكون لدينا شيء اسمه «إحساس»!

.. هل هذا صعب؟!


لمزيد من مقالات هـانى عسل

رابط دائم: