رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

انتباه
الشعوب وخراب الأوطان

بعض شبابنا علاقتهم بأوكرانيا تنحصر فى ترقب غزو الأوكرانيات لمصر! أما قراءة الأحداث بجدية وعمق واستخلاص العبر، فلا تعنيهم فى شىء!

.. واهم من يتصور أن أوباما هزم بوتين «بالقاضية» لمجرد أنه رفع سماعة التليفون وحذره من التدخل العسكرى فى أوكرانيا!

فالحقيقة على أرض الواقع تقول إن أوكرانيا انقسمت وانتهى الأمر، والبركة فى ميدان الاستقلال ومن كان فيه من ميليشيات ويمين متطرف وشبان، ومن يدعمهم من أمريكان وأوروبيين ونشطاء ومنظمات مجتمع مدنى ومخابرات أجنبية.

فشبه جزيرة القرم الواقعة جنوب أوكرانيا أصبحت فعليا الآن فى يد روسيا، وكذلك شرق أوكرانيا المتاخم للحدود، وهى منطقة تشكل نحو نصف مساحة أوكرانيا، وأغلبية سكانها من ذوى الأصول الروسية، وبالتالى ولاؤهم لروسيا، وسيظل كذلك، مهما كانت شعارات الحرية الزائفة التى تخرج من قلب كييف، وإمدادات الغاز الروسى لكييف ستصبح من الآن فصاعدا «بحسابه»، بينما وعود أمريكا وأوروبا بتعويض أوكرانيا عن هذا الغاز أو بتقديم مساعدات «كذب فى كذب»، وسبق أن سمعنا وعودا كهذه بعد ما سمى بـ«الربيع العربي».

وروسيا الآن فى الوضع الأقوي، وليست كما يصور الإعلام الغربي، فأمريكا وأوروبا لديهما أزمة مالية، ولا يقدران على محاربة خصم قوي، ولا على دخول حرب جديدة بعد مستنقعى أفغانستان والعراق، بعكس روسيا الصاعدة التى تكتلت منذ سنوات سياسيا واقتصاديا مع الصين والهند فى إطار مجموعة »بريكس« التى تشكل 40% من سكان العالم. كما أن بوتين ليس «تلميذا» مثل أوباما لكى يسمح للغرب بأن يعبث هكذا بسهولة فى حديقته الجنوبية، أوكرانيا، ويحولها مستقبلا إلى قاعدة للناتو، بل إنه على استعداد تام لدخول حرب من أجل أمنه القومي، كما حدث فى جورجيا من قبل، ولن تفلح معه العقوبات.

إذن، سيخسر أوباما وحلفاؤه، وسيخرج بوتين رابحا.. ولكن ما حدث فى أوكرانيا يؤكد أن الشعوب أحيانا تكون سببا فى خراب أوطانها!


لمزيد من مقالات هـانى عسل

رابط دائم: