أعرف أن إنكار «نظرية المؤامرة» يحقق نوعا من الوجاهة الاجتماعية لصاحبها، ولكن المشكلة أن الواقع والأحداث المترابطة باتت أقوى من هؤلاء الوجهاء.
ومصطلح «نظرية المؤامرة» أصله «أمريكي»، فقد ظهر للمرة الأولى عقب اغتيال كيندي، حيث قيل وقتها إن وراء الحادث مؤامرة قادها نائبه ليندون جونسون، ثم زاد الحديث عن المؤامرة فى آواخر ثمانينيات القرن الماضي، مع ظهور البيروسترويكا وانهيار الشيوعية وتفكك الاتحاد السوفيتى والثورات المخملية والبرتقالية، ولكن النظرية بدأت تتحول إلى واقع كارثى ملموس بعد هجمات 11 سبتمبر 2001، والتى فسرها البعض بأنها معدة سلفا لتبرير الحرب الأمريكية على أفغانستان والعراق، ولتنفيذ مخطط الشرق الأوسط الجديد الذى بدأ بنهب العراق، ثم تقسيم السودان، وبعد ذلك اليمن وليبيا وسوريا، ومخطط مصر الذى لم يكتمل، والاسم: «ربيع عربي»!
إن من ينكر «نظرية المؤامرة» يجد نفسه فى ورطة حقيقية عندما نطالبه مثلا بأن يثبت سلامة نية المغنية كاتى بيرى فى أغنيتها الأخيرة المريبة «دارك هورس»، أو أن يثبت سلامة نية ذلك «البرنامج» التليفزيونى الذى تخصص فى السخرية من شخص واحد ومؤسسة واحدة فقط، أو حتى أن يثبت سلامة نية إعلانات الشفرة التى تحدثت «رمزا» عن تصفية سجين مهم أو إسقاط طائرة أو إحراق سينما أو استغلال ذكرى وطنية قبل أن تقع هذه الأحداث فعليا! أو أن يفسر لنا السر وراء صمت التنظيمات «إياها» التى تزعم الدفاع عن الإسلام وبيت المقدس إزاء ما يحدث حاليا فى الأقصي، دون إصدار ولو بيان!
.. للأسف، أحيانا يكون إنكار «نظرية المؤامرة» وتسفيهها جزءا من المؤامرة!