رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

انتباه
ربيع أوكرانيا الأسود

ما يحدث فى أوكرانيا هو نفس ما يحدث فى دول الربيع العربي، الفارق فقط أن اللعب هناك «على المكشوف»!

فالمتظاهرون «السلميون» الذين تدافع عنهم أمريكا والغرب ومنظمات حقوق النشطاء والسجناء، مسلحون بكل أنواع الأسلحة، وتحميهم الخوذات والدروع، ويرتدون الملابس شبه العسكرية، ولديهم المستشفيات الميدانية، ويجاهرون باستخدام القوة المسلحة لتحقيق غرضهم، وهو انضمام بلادهم إلى الاتحاد الأوروبي، بالذوق أو بالعافية، لا فارق، يقودهم فى ذلك رمز أوكرانى عالمى هو بطل العالم السابق فى الملاكمة فيتالى كليتشكو!

المتظاهرون فى ربيع أوكرانيا لا سقف لتحركاتهم، فقد احتلوا وأحرقوا منشآت عامة ومبانى حكومية، واستولوا على أسلحة لوحدات عسكرية، ووصل بهم الأمر إلى تهديد المنشآت النووية، ولأن الشيء لزوم الشيء، فقد تحدثت الشرطة الأوكرانية قبل أيام عن استخدام المتظاهرين الذخيرة الحية، وعن وجود قناصة فوق أسطح المبانى المحيطة بميدان الاستقلال، قلب الربيع الأوكراني!

ومن الطبيعى أن يكتمل المشهد ببيانات أمريكية وأوروبية معتادة تلقى بالمسئولية على حكومة الرئيس الأوكرانى يانوكو فويتش، وتتهم الشرطة الأوكرانية باستخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين، بل وتفرض بعض الإجراءات العقابية، مثل قرار منع 20 مسئولا أوكرانيا من دخول الأراضى الأمريكية، وتهديدات مماثلة من الاتحاد الأوروبى وحلف «الناتو»، إلى أن رفع قادة كييف الراية البيضاء، وتراجعوا خطوة للوراء لن ترضى غرور المتظاهرين.

إذن، فالغرب يمارس هوايته، ولكن هذه المرة رغبته جامحة فى انتزاع أوكرانيا من أيدى الدب الروسي، إما لكى يعوض فشله فى الشرق الأوسط، أو لكى يحرق قلب بوتين على هذا الجزء الغالى من الإمبراطورية السوفيتية السابقة عبر إغراقه فى الفوضى إياها، بنفس الخطط والتفاصيل، وإن اختلفت الأسماء، ولكن الطريق واحد: ثورة، وشباب، وميدان، ورمز عالمي، وديمقراطية، وحقوق الإنسان، ووعود بمساعدات، ورفض لأى تسويات أو تنازلات، والهدف واحد: إما التبعية.. أو الفوضى.


لمزيد من مقالات هانى عسل

رابط دائم: