يتمسكن حتي يتمكن حقيقة ذكية وخادعة يتم استخدامها في مرحلة ما للوصول لغاية, لا يتم الإفصاح عنها في البداية
للوصول لمنصب أو أمرأة أو حكم دولة, فتتبدل فيها الصورة ويظهر الوجه الحقيقي لصاحبها والذي يتحول من حمل وديع الي ذئب شرس.
هذه الحقيقة هي سر السيدة الأولي في مصر, فالبداية سيدة متواضعة زاهدة في السلطة ثم تتحول إلي حاكم فعلي للبلاد, شجرة الدر تحولت من مجرد جارية الي زوجة ملك مصر نجم الدين أيوب واستطاعت أن تصل بالمكر والدهاء لتكون ملكة مصر.
وأيضا الهانم أو سوزان مبارك والتي أكد زوجها في بداية رئاسته عدم نزولها للحياة السياسية مثل سابقتها جيهان السادات, ثم تحولت الأمور ونزلت إلي الملعب السياسي من بوابة الاهتمام بالطفل ومشاكله, وبدأت في تكوين جمعيات المجتمع المدني وقبول التبرعات, وعقد المؤتمرات والندوات داخل وخارج مصر وما يتطلبه من نفقات باهظة للهانم والحاشية المرافقة لها, ثم تدريجيا تحولت إلي حاكمة حقيقية لمصر فعند افتتاحها أي مشروع أو مكتبة يجب أن يكون بحضور عدد كبير من الوزراء والمحافظين كما عرفت سوزان بتدخلاتها المستمرة في تعيين المسئولين الحكوميين مما دفع وزيرة القوي العاملة السابقة إلي تقبيل يدها. ولا ننسي مشروع التوريث والتي كانت تحارب من أجله لتظل هي الحاكمة الفعلية للبلاد. وأخيرا زوجة المعزول مرسي اختارت نفس أسلوب المسكنة فرفضت لقب السيدة الأولي واختارت لقب خادمة مصر داعية الجميع لمناداتها بالأخت أم أحمد أو الحاجة, وكانت تقيم ندوات نسائية لدعم جماعة الإخوان وأخيرا تم الكشف عن استصدارها عفو شامل لشقيقها بموجب الصلاحيات التي كفلها الدستور لرئيس الجمهورية وإعادته لوظيفته برغم أنه سبق وأدانته في قضية رشوة وحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات. تجارب مصر مع السيدة الأولي هي تجارب محبطة ولا تضيف لمصر سوي تضارب السلطات بين السيدة الأولي وزوجها وتكلف الدولة نفقات باهظة من ميزانية الموكب أو التشريفة الخاصة بها الي نفقات السفر والرحلات لحضور مؤتمرات لا تعود بالنفع علي المواطن المصري سوي إخباره نهاية كل عام بعجز الميزانية وضغط نفقاته وليست نفقات السيدة الأولي.
الدستور الجديد يحاول أن يقلص من سلطات رئيس الدولة, ولكنه يجب ألا يغفل سلطات ودوائر نفوذ زوجته, وصلاحياتها حتي لا تتحول الجماعة ـ وهو لقب الزوجة المصرية ـ من درة ومثل فوق فوق جبين كل سيدة إلي جماعة محظورة ومستبدة!
لمزيد من مقالات عادل صبري رابط دائم: