عندما تحدث عنها الأديب الكبير نجيب محفوظ قال هيهات أن أبلغ ذروة البلاغة التي تتمتعين بها وعندما وصفها الأستاذ أنيس منصور قال عنها يا سناء والله مالك زي إنها الكاتبة والصحفية والأديبة سناء البيسي..
صاحبة لغة فريدة من نوعها تجمع بين السهل والممتنع, بين كلاسيكية الماضي وحداثة العصر, صاحبة العبارة الحرير, تكتب برؤية فنانة تشكيلية, ترسم مشهدا من الحياة.. وتغوص في أعماق الشخصية لتقدم لك أرقي تفاصيلها. عندما تقرأ لها تجد نفسك خارج الزمان والمكان, تغيب عن الواقع وتذوب في سحر الكلمة والجملة والمعني. رفضت أن تكون بوقا لأي نظام سياسي سابق أو حالي فهي حرة تكتب ما تريد وتنتقد من تشاء.. كنت شاهدا علي دعوة وجهت لها لحضور لقاء الرئيس الأسبق مبارك بمعرض الكتاب, ولقاء السيدة الأولي في احدي ندواته, وقت أن كان الجميع يتسابق لحضوره وانتظار طابور العرض علي الرئيس من السابعة صباحا, ولكنها رفضت الدعوة,وفوجئت بوجودها بيننا في مجلة نصف الدنيا من العاشرة صباحا وردت علي تساؤلاتنا: بلاش وجع دماغ أنا صحفية حاملة قلما يرفرف حرا في جميع الساحات, قراره من دماغه, وليس قادما من اللجنة الحزبية, ولا هو لسان السادة الأعضاء.
سناء البيسي.. مشوار صحفي يصعب أن يختزل في سطور, تحتاج لموسوعات تتحدث عن مشوارها وانجازها في عالم الصحافة ـ لا أعرف متي تكرمها الدولة, ومتي تكرم جوائز النيل والدولة باسمها,, ولماذا تضل هذه الجوائز طريقها ولا تعرف طريقا للأديبة الكبيرة في الوقت الذي تحفظ فيه طريق شخصيات أقل بكثير من قامتها السامقة.
عندما سألتها الزميلة أمل فوزي رئيس تحرير نصف الدنيا ـ عن سبب عدم تكريمها قالت طيلة حياتي مش بتاعة شلة, وغالبا من تجدينهم في أوائل صفوف التكريم تقف وراءهم مجموعات داعمة تضعهم في الصدارة, أو يقومون هم من ناحيتهم باستخدام جميع وسائل الضغط والتواجد المكثف أمام القائمين علي الترشيحات. ويكفيني تكريم القراء. سيدة بهذه المواصفات التي لم تتكرر في عصرنا الحاضر ألا تستحق التكريم, لقد تغير نظام المحاباة وشلة الهانم وجاء نظام الجماعة الذي حكم عليه الشعب بالعزل, ومازلنا نحلم بالعهد الجديد الذي يحفظ العهد ويقدر الجمال أن يزين قائمة المكرمين بست الحسن التي كان نجيب محفوظ يناديها بـ الست سناء.
لمزيد من مقالات عادل صبري رابط دائم: