منذ نشأتها وحتي اليوم تصر جماعة الإخوان المسلمين علي نهج واحد لا تغيره, العنف سمته الغالبة,
ورغم ثبات خطئه فهي حريصة علي عدم تغييره, والأحداث التي تشهدها مصر منذ3 يوليو الماضي, دليل حي علي ذلك.
لقد جاء مرسي, ليكون اول رئيس يأتي عبر انتخابات حقيقة بإرادة شعبية, وبعيدا عن الدخول في تفاصيل تلك الإرادة التي أتت به رئيسا للبلاد بنسبة51%, فلم يكمل عاما إلا وخرج الناس ضده مطالبين بانتخابات رئاسية مبكرة, بعد ان ضاق بممارساته هو وجماعته.
لقد فعل المعزول ما عجز عن فعله سابقوه طيلة61 عاما, وعد فأخلف, أقسم فحنث, اهتم بجماعته علي حساب الشعب, انفرد تماما عن كل رؤساء العالم حينما طلب من القوات المسلحة المصرية بالحفاظ علي أرواح المخطوفين من أبنائها والخاطفين في ذات الوقت, بما يؤكد أهمية الخاطفين لديه!!
عارض هدم الأنفاق التي بناها المهربون علي حدود مصر مع غزة رغم فتح المعبر الرسمي ليل نهار, لماذا؟ لأن المعبر لن يسمح بمرور ما تسمح به الأنفاق, كي يتسني للأهل والعشيرة الحصول علي ما يريدون من المنتجات المصرية المدعمة. والمثل الواضح هنا هو المحروقات( السولار والبنزين) فمنذ سيطرة الجيش علي نفق الشهيد أحمد حمدي الممر الوحيد لدخول سيناء توقف التهريب الي غزة تماما, الذي كان يتم بشكل منظم من خلال صرف سيارات محملة بالسولار والبنزين لمحطات وقود موجودة علي الورق فقط, تذهب مباشرة الي غزة من خلال الأنفاق, بخلاف التهريب العشوائي الذي كان يتم من خلال التجار من الجانبين المصري والفلسطيني, و تأكيدا لكلامي الإقالة التي حدثت لأسامة كمال وزير البترول الأسبق الذي نجح في توفير أنبوبة البوتاجاز بسعر8 جنيهات, وتعامل مع أزمات المحروقات بحكمة وتعقل, ليخلفه شريف هدارة عضو تنظيم الإخوان.
مع ملاحظة أن الكميات التي كانت تضخها وزارة البترول يوميا لم تتغير وكذلك معطيات السوق المصرية لم تتغير, ليبقي المتغير الوحيد الذي جد هو ازدياد التهريب المنظم عبر الأنفاق لقطاع غزة.
اليوم لا نعاني أزمة في انقطاع الكهرباء لوفرة الوقود الذي تحتاجه محطاتها, وكذلك منذ أول يوليو لا توجد أزمة في السولار أو البنزين الذي كان يذهب للأهل والعشيرة, ما سبق الحديث عنه هو مثال واضح للاهتمام بـ حماس الشقيقة الصغري لجماعة الإخوان المسلمين في مصر, نعم الفلسطينيون أشقاء لنا, و لكن المثل يقول ما يحتاجه البيت يحرم علي الجامع ولكن في عهد مرسي أصبح ما يحتاجه الفلسطينيون يحرم علي المصريين.
لذلك صم مرسي آذانه لكل النداءات التي طالبته برحيل حكومة هشام قنديل, لأنها تحقق له ما يريده هو و ليس ما يريده الشعب, الذي طفح به الكيل من أدائها السلبي, فهي الحكومة التي أوصلت الاحتياطي الدولاري لـ12 مليار دولار, وأعلنت أنه16 بعد احتساب الودائع القطرية والتركية, ورغم أنها أموال دول أخري إلا أنها اعتبرتها أموالا مصرية!
في عهد مرسي تدنت الخدمات و غاب الأمن وأصبح الشارع مرتعا للبلطجية وساء الاقتصاد, وبات الحديث عن إلغاء الدعم أمرا عاديا, ولما لا, فالأهم هو توفير الدعم للأهل والعشيرة الذين لا يعانون من انقطاع الكهرباء أو نقص في المحروقات, وتتوافر لهم كل المنتجات المصرية المدعمة, كما تغيرت بوصلة الجهاد من القدس إلي دمشق, وأمسي قتال المسلمين واجبا, وصداقة اليهود فرضا, ففي عهده أيضا التزمت حماس بأمن اسرائيل طيلة عام كامل وهو ما لم يحدث من قبل!
أثناء حملة مرسي الانتخابية تعهد بأنه لو خرج ضده الناس فسيترك الحكم فورا, ونزل ميدان التحرير فاتحا صدره في مشهد سينمائي بديع استهل به أول أيام حكمه, وحينما نزل الملايين يطالبون بانتخابات رئاسية مبكرة, اعتبرهم بضعة آلاف قليلة, ولما طالب الشعب الجيش بعزله توعدت جماعته بتحويل مصر الي ساحات للعنف, ونفذت الجماعة تهديدها وسالت الدماء, فلا يكاد يمر يوم دون ان نسمع عن سقوط شهيد في سيناء من خلال هجوم علي أكمنة و أقسام شرطة, و للتذكرة فهؤلاء- منفذو الهجمات الإرهابية هم خاطفو الجنود الذي طالب الرئيس المعزول بالحفاظ علي حياتهم!
اليوم تصر الجماعة علي المضي قدما في ترويع الآمنين من قطع للطرق و تعطيل لمصالح الناس, ولا مانع من سفك الدماء حينما يحتاج الأمر, كما يبدو ذلك واضحا في اعتصامي رابعة و النهضة ومحاصرة مدينة الإنتاج الاعلامي, والاحتكاك بالقوات المسلحة والشرطة وتصوير الأمر علي أنه قتل للمتظاهرين السلميين.
إن تلك الاعتصامات والمسيرات تحتاج لأموال طائلة تصل إلي ملايين الجنيهات يوميا, لتوفير وجبات الإفطار والسحور ونفقات الحياة اليومية, فمن أين لكم بتلك الأموال.
لقد ظللتم تتشدقون بالشريعة وحكمتم مصر عاما لم تطبقوها خلاله, والآن تتشدقون بالشرعية التي فقدتموها بخروج الناس عليكم, وجاءت تصريحات الفريق أول عبدالفتاح السيسي والدكتور محمد البرادعي ـ بعدم ترشحهما لمنصب الرئيس لتؤكد وطنيتهما وإخلاصهما لمصر ـ وتجزم بأنكم جماعة غايتها الحكم وكل الوسائل مباحة للوصول إليه, فمنذ سنوات كنتم الجماعة المحظورة, وبعد الوصول للحكم أصبحتم الجماعة الحاكمة, أما الآن فقد صرتم الجماعة المنبوذة من جانب الشعب.
[email protected]لمزيد من مقالات عماد رحيم رابط دائم: