جمعيات كثيرة انتشرت في الفترة الأخيرة تدعو كل مصري للتبرع تحت مسميات مبتكرة لم نسمع عنها من قبل مثل "مساعدة القري الأكثر فقرا أوتوصيل المياه للقري أو مساعدة الفلاحات بمشروع الجاموسة العشر أو كفالة اليتيم " وكل ذلك تحت غطاء إعلاني "يقطع القلب" بأستخدام أطفال فقراء أو مرضي لترقيق قلب أي شخص يرغب في التبرع ..
كل ذلك يدخل تحت بند أعمال الخير والتي يتسابق عليها كل مسلم من أجل الأجر والثواب ، ولكن ظهرت منذ أيام دعوات تطلب وقف التعامل مع هذه الجمعيات ومنها جمعية رسالة وهي الأكثر شهرة وكان ذلك علي لسان الدكتور أحمد عبد الهادى رئيس حزب شباب مصر مؤكدا أن الجميعة يديرها فى الخفاء قيادات مكتب الإرشاد لحسابهم الخاص طوال السنوات الماضية ويتم توجيه كافة التبرعات التى تتلقاها الجمعية لخدمة أغراض الإخوان وأن مقر الجمعية بالمقطم كان مخزنا لسلاح الإخوان .
أيضا جمعية الأورمان تم وصمها بنفس التهمة وهي علاقتها بالاخوان ومن بعدها بنك الطعام ، وسارعت هذه الجمعيات لنفي هذه التهم عنها عن طريق حملات دعائية كبيرة في وسائل الاعلام وبمشاركة شخصيات معروفة مثل باسم يوسف وبلال فضل .
كثير من المصريين يتبرع لهذه الجمعيات عن طيب خاطر سواء بالمال أو الملابس المستعملة أو أي شئ يجد أنه ليس في حاجة اليه ، ولم يكن يسأل أين تذهب كل هذه الأموال فالرقابة الحكومية تنام في العسل وأغلب المتبرعون لا يشغلون بالهم بطريقة توزيع التبرعات فالمهم النية والبعض الآخر يسأل فيقولون ـ أي العاملون في هذه الجمعيات ـ أن لديهم مشاريع كثيرة ولو عندك وقت سنقوم بإرسالك للتعرف عليها ولكنها في مناطق نائية وعشوائية مما يجعل المتبرع "يقصر الشر" ويكتفي بالنية فقط .
أحد الجمعيات وهي جمعية رسالة يقال أنها تجمع أكثر من 2.5 مليار إلى 3.5 مليار جنيه كأموال زكاة وتبرعات طوال العام ، وغيرها من الجمعيات تجمع مبالغ لاتقل عن هذا المبلغ ورغم ذلك المريض لا يزال المريض والأكثر فقرا لا يزال أكثر فقرا والمياه ما زالت ملوثة.
نحن لا نشكك في هذه الجمعيات فهي تقوم بمشروعات وتنفق علي أسر كثيرة ولكن هل يتم أنفاق كل هذه الأموال في سبيل الخير ومن يراقب حسابات هذه الجمعيات ونحن نعرف أن الجهات الرقابية عليها سواء من الأوقاف أو التأمينات الإحتماعية ضعيف جدا بدليل أنه عندما تم توجيه هذه اإتهامات لهذه الجمعيات لم تخرج جهة رسمية تنفي هذا الاتهام أو تؤكده وبالأرقام ولكن من ظهر هو الجمعيات نفسها وقامت بالنفي دون دليل قوي علي صحة كلامها بل أكتفت بدعاية ساذجة مثل "أحسن حاجة في مصر هي جمعية ......" .
العيار الذي لا يصيب "يدوش" ونحن نخاف أن يصدق بعض الناس هذه الشائعات فهي تسري كالنار في الهشيم وتنتهي هذه الجمعيات ويفقد المحتاجون ما ياخذونه منها .. فالقضية مفتوحة وتحتاج لجهة رسمية محايدة أن تتكلم وتقول بكل شفافية هل هذه الجمعيات تمول جماعة الإخوان المسلمين وما حجم التعاون بينهم وأين تذهب أموال التبرعات بالجنيه فهذه أموال أيتام وفقراء ومحتاجين ..
نريد هيئة مستقلة "تعرف ربنا" تشرف علي كل أموال التبرعات سواء للجمعيات الخيرية أو دور الأيتام أو صناديق النذور والتي تحتوي علي أموالا لا تقل عن ميزانية الحكومة المصرية.
هذه الأموال لو كانت تذهب ـ كما يقال ـ لتمويل الأخوان ومشروعهم التقسيمي لمصر وشراء أسلحة لقتل الشعب المصري فالتبرع بها يكون حراما حتي لو تم صرف جزء منه علي الفقراء والمحتاجين ويصبح التبرع لبناء ملهي ليلي يقدم فن راق ـ علي الأقل سيفتح أبواب رزق للعاملين ـ أفضل من الجاموسة العشر .
لمزيد من مقالات عادل صبري رابط دائم: