رئيس مجلس الادارة

ممدوح الولي

رئيس التحرير

عبد الناصر سلامة

رئيس التحرير

عبد الناصر سلامة

الواهمون‏!‏

ستمر هذه الأيام كما مر غيرها‏,‏ بخيرها و شرها‏,‏ رغم ما تحمله من دروس وعبر‏,‏

 سيتحدث عنها الناس عقودا طويلة في مصر و خارجها, لأنها ستكون أياما فارقة في المستقبل.
بعد أن برهن المصريون للعالم علي أنهم شعب جبار, لا يقبل السيطرة عليه أو علي قدراته, شعب صبور, ولكن حينما يثور يكون كالطوفان لا يقف في طريقه شيء.
لذا لم يكن من المستغرب موقف إدارة الرئيس أوباما من ثورة30 يونيو, بعد أن تكشفت الحقائق التي أوضحت اتفاق الأمريكان مع الإخوان قبل الانتخابات الرئاسية الماضية, بضمان أمن إسرائيل الكامل علي الأرض, وأشياء أخري سيتم كشف النقاب عنها قريبا في مقابل دعمهم للإخوان وحصولهم علي مقعد الرئاسة, وهو ما حدث بالفعل, وفي هذا الإطار يمكن تفسير التباين الواضح بين الإدارة الأمريكية والكونجرس, والبنتاجون أيضا.
فقد شاهد العالم عبر وسائل الإعلام ذلك الطوفان البشري الذي خرج في كل شوارع وميادين مصر مطالبة الرئيس المعزول بالرحيل, ورغم ذلك حاول أصحاب المصالح الخاصة تصوير الأمر علي أنه انقلاب عسكري, باعتبار ان هؤلاء الملايين الذين وصلوا إلي ثلاثين مليون مصري, هم عسكريون ولكن بملابس مدنية!
شاهدنا جميعا ما حدث منذ4 أيام في الإسكندرية حينما قام مجموعة من الأشخاص يتزعمهم حامل راية القاعدة بإلقاء عدد من الصبية من فوق إحدي البنايات في مشهد أدمي قلوب المصريين, لذلك يمكن تفسير ما حدث فجر الإثنين الماضي أمام الحرس الجمهوري, بأنه محاولة من تنظيم الإخوان المسلمين لكسب تعاطف محلي ودولي ولمحاولة إظهار الجيش بمحاربتهم وأنهم صامدون أمام ما يسمونه انقلابا عسكريا, كل ذلك حفاظا علي التنظيم الدولي في العديد من الدول, ففشلهم الذريع في مصر و خروج المواطنين عليهم بهذا الشكل كان ضربة قاضية لهم, فإن سلموا بالأمر الواقع فستكون بداية النهاية لهذا التنظيم الذي بدأ منذ85 عاما, لذا فالبديل أمامهم عدم التسليم بالواقع أيا كانت الخسائر حتي لو مات الآلاف في المقابل, فبقاء التنظيم لديهم أهم من مصر, كما أكد ذلك المرشد العام السابق للإخوان المسلمين بمقولته المتداولة طظ في مصر.
من هنا تبدو صعوبة الظرف الراهن, الذي يستغل فيه الإخوان الدين لتحقيق أغراضهم, وكأنه حكر عليهم, فالاسلام جاء علي يد سيدنا محمد( صلي الله عليه وسلم) منذ أكثر من1400 عام ولم يأتي علي يد جماعتهم, التي استغلته أسوأ استغلال, وهاجمت باسمه كل معارضيها, حتي الأزهر لم يسلم منهم ذلك المنبر الاسلامي الحضاري صاحب الالف عام الذي أسهم في انتشار ديننا الحنيف, فرسالتي إلي شبابهم, أنتم مصريون مسلمون فعودوا إلي مصركم فهي الأولي بكم.
فالشحن النفسي والمعنوي الذي فعله قادة الجماعة أدي إلي عنف شديد راح ضحيته الكثيرون, وهم مستمرون, تصوروا أنهم قادرون علي إعادة عقارب الساعة إلي الخلف, متناسين أن الشعب كشف الاعيبهم, و زيفهم.
إنهم الآن يلعبون علي الدعم الدولي لمسانديهم, كما ظهر من بيان د. القرضاوي الذي أفتي بالجهاد ضد بشار من قبل والآن بعودة مرسي, هو وغيره ولم ينظر إلي تحرير أولي القبلتين بعد أن تصادق هؤلاء مع اليهود وتركوهم يفعلون ما شاءوا بالأقصي الشريف, لينالوا دعم التنظيم الدولي للإخوان ولو علي حساب الدين الاسلامي الذي تشدقوا بتعاليمه ثم لوثوه بأفواههم.
وفي نفس الإطار يمكن تفسير موقف حماس وقناة الجزيرة والنظام التونسي والقلق الإسرائيلي الذي عاش هدوءا شديدا طيلة العام المنصرم, فترة حكم الإخوان لمصر!
في إطار مغاير يمكن فهم الموقف السعودي والإماراتي اللذين أعلنا دعمهما للشعب المصري قلبا وقالبا, وكذلك الموقف الفرنسي والألماني الذي ترك للشعب المصري الحرية في تحديد مصيره.
وإحقاقا للحق أري أن مصر تمتلك جيلا ذهبيا من الشباب الواعد الواعي, استطاع إسقاط نظامين في عامين علي أعين العالم, لن يقف في طريقه كائنا من كان متمسكا بحريته وبمصريته, ومؤكدا وطنيته وعشقه وانتماءه لمصر.
لذلك فالأيام المقبلة فارقة لأنها ستغير خريطة المنطقة وخريطة توازناتها, فلا يوجد من يسعي للتوريث, أو لبقاء التنظيم في مقابل الحفاظ علي أمن إسرائيل, أيقونة رضاء الأمريكان عن النظام الحاكم.
لأنه من اليوم لابد من إرضاء الشعب المصري لضمان أمن إسرائيل, وهو ما يغير المعادلة السياسية بالكامل في الشرق الأوسط, لذلك يجب استثمار ذلك الظرف وبكل السبل, ولنعلم جميعا أن لمصر أهمية عند الولايات المتحدة تعادل أهميتها عند مصر.
ومن ثم فليعلم الإخوان وداعموهم أنهم واهمون إذا تصوروا أنهم يملكون من الأمر شيئا أو يستطيعون تغيير الواقع, فقد تجلت الحقيقة بكل وضوح وعرف المصريون طريق حريتهم وامتلكوه ولن يتركوه.

[email protected]
لمزيد من مقالات عماد رحيم

رابط دائم: