إن تعرّض أعضاء حركة تمرد في جميع المحافظات لاعتداءات بالغة، وذلك أثناء جمعهم توقيعات على استمارات لسحب الثقة من الرئيس مرسي، والتي بلغت 15 مليون توقيع، إنما يدل بما لا يدع مجالا للشك على أن تنظيم الإخوان فقد شرعيته السياسية الآن.
ويسيطر عليه الخوف ويحاول بشتى الطرق -عن طريق التعرض لتمرد سواء بضربهم أو خطف الاستمارات وحرقها- إرهاب الناشطين والشعب؛ لكيلا ينزلوا في مظاهرات 30 يونيو.
ثمة أخطاء جسيمة وقع فيها التنظيم تنم عن قلة خبرة سياسية، والعبث بمقدرات الدولة المصرية؛ نتيجة التخبط والارتباك والتردد وعدم القدرة على اتخاذ قرارات صائبة- بل وإن اتُخذ قرار يتم التراجع عنه في سويعات- والاستمرار بكل قوة نحو مشروع التمكين، والسيطرة على مفاصل الدولة المصرية وأخونتها، دون الاكتراث لأزمات المصريين ومعاناتهم وآلامهم.
عندما تولى الرئيس مرسي سدة الحكم تعاطف معه الكثيرون من أبناء الشعب، خاصة عندما ذهب إلى ميدان التحرير ووعد بأن ينصف الضعفاء والفقراء، والقصاص من الخونة الذين استباحوا الأموال لأنفسهم وتركوا الشعب يتجرع مرارة الجوع والفقر والمرض. لكن تطايرت الوعود وذهبت أدراج الرياح، ولم يتحقق شيء مما توقعه الشعب.. فلا يوجد حل واحد لمشكلة المرور، والكهرباء، والقمامة، والوقود، فضلا عن وجود حالة من الفراغ الأمني، وانتشار حالات السرقات والبلطجة بصورة مرعبة.. حتى الحد الأدنى للأجور لم يتم حسمه.. وزد على هذا مشاكل الأمن القومية؛ بدءًا من مشكلة مقتل الجنود في سيناء، وتهريب الأسلحة ودخول المتطرفين، نهاية بأزمة ملف المياه وسد النهضة الإثيوبي.. إن كل هذه العوامل وغيرها هى أدت إلى ظهور حركة " تمرد".
تلك السياسة العبثية التي تدار بها البلاد هي ما ولّدت فكرة "التمرد" التي استمدت من فلسفة الأديب الفرنسى ألبير كامى، التي تنتهي إلى حقيقة مجردة تثبت وجود "الأنا، ثم "النحن"، وهو ما عبر عنه بقوله: "إن البرهان الأول والوحيد فى صميم تجربة العبث هو التمرد.
إن "تمرد" هى حركة أخلاقية سلمية تدافع عن القيم والأهداف التى قامت من أجلها ثورة 25 يناير، وهى حركة تعبر عن حالة التمرد التاريخى، الذى قد يتحول إلى ثورات جماعية مثل التى رأينا عدداً منها فى عصرنا الحديث.وفي الوقت الذيعبرت فيه عن مطالبها بصورة سلمية اندفع بعض تيارات الإسلام السياسى ليطلق تصريحاته بأن من يحاول التظاهر "لا يلومن إلا نفسه"، وغيرها من أساليب التخويف والترهيب.. وتناسى كل أولئك المؤيدين لسياسات الرئيس -سواء كانوا أعضاء الجماعة أو المؤيدين لها أو حتى المنتفعين من بقائها لأنها تضمن مصالحهم- أن الشعب المصرى كسر حاجز الخوف إلى الأبد، وأن الشعب المصرى أقوى من محاولاتالترهيب لكل من ينادي بالحرية, وعلى الدكتور مرسي أن يعيد حساباته إذا تجاوزت أعداد معارضيه ممن سينزلون يوم 30 يونيو أعداد من أتوا به خلال الصندوق الانتخابي، وأن يفضل مصلحة مصر على أي مصلحة جماعة أو عشيرة..
[email protected]
لمزيد من مقالات أحمد مصطفى سلامة رابط دائم: