إن كان بعضنا يحتفل بنكسة 5 يونيو " شماتة" فى عبد الناصر , وهم فرحون مهللون بالهزيمة على يد الصهاينة "نكاية" فى رجل مات منذ 43 عاماً , و محاولة تشويهه, فهى "نكسة" جديدة , نستحق معها ماآل إليه وضعنا من فتنة وتناحر, وهم وغم , وحزن وفقر.
.. ففى 1967 كانت النكسة أمام عدونا الإسرائيلى , وفى مواجهة مؤامرة دولية ضد مصر ساعد عليها أخطاء ورعونة سياسية , لكنها فى النهاية جاءت بيد خارجية
.. ولمن نسى أوتناسى, وقتها خرجت الملايين ترفض " تنحى" ناصر الذى أعلن مسئوليته وحده عن تلك النكسة , فكان "راجل" تحمل مسئوليته واعترف بها.. وكان مهزوماً لكنه بقى "زعيماً" لشعب رفض التخلى عنه - ولم يقل له " إرحل" مثلما قال لغيره - ليبدءا سوياً معركة إسترداد الكرامة والأرض .. وهذه هى العلاقة بين الرئيس الحقيقى وشعبه .
.. ولمن نسى أوتناسى , لايستطيع أحد أن يزايد على ما قدمه ناصر للفقراء , والطبقة العاملة , والفلاحين , وفى مجالات مثل التعليم والصحة , ومشروعات الصناعة الثقيلة وتأميم القناة , والسد العالى .. وغيرها
.. لكن الأهم من كل هذا , هو هذه المكانة وتلك الكرامة , التى كان يشعر بها أى مواطن مصرى , أمام كل العالم فى عهده
.. وقتها كانت مصر الدولة "الزعيمة" عربياً وإفريقياً , والقائدة بين دول عدم الإنحياز , وصاحبة الموقف أمام القوى العالمية
.. ووسط كل هذا من الضرورى أن يكون لناصر مثله مثل أى رئيس آخر أخطاء , وربما هى نفس الأخطاء التى أودت بنا إلى أن نذوق طعم الهزيمة أمام إسرائيل فى يونيو 67
.. ومن الضرورى أن يكون لناصر معارضين , مختلفين معه فى التوجه والسياسة , لكن أن يتحول هذا الخلاف والإختلاف إلى محاولة للنيل منه , وهو عند ربه منذ عشرات السنين بالإحتفال بنكسة يونيو" كيداً" فى روح الرجل , وأن تعلو أصوات بعضنا لتشارك الاسرائيليين , فرحتهم بهذا اليوم كُرهاً وسواداً على عبد الناصر فهذه هى " الوكسة" الحقيقية التى نعيش فيها الآن , والتى حولتنا إلى "أشباه مصريين " وكأننا لاننتمى إلى هذه البلد , لنرتفع بها فوق كل أهوائنا , وتراكمات الماضى حتى لو كان بغيضاً على أنفسنا .. أو أننا كنا قد ذقنا الظلم فى هذا الماضى , حتى نقيم دولة العدل
.. إنه من عجائب الأقدارأن يأتى اليوم على بعض المصريين – المسلمين – الذين يتحدثون ليل نهارعن تحرير المسجد الأقصى بينما يجمع بينهم , وبين الصهاينة أعداءنا , شعورا بالغبطة على هزيمتنا أمامهم .. !
إن روح الإنتقام التى تتملك بعضنا , وهذا الكُره الذى ملأ نفوسنا , وتلك الفتنة التى صنعتها عقول الشياطين , لن تتركنا خطوة واحدة إلى الأمام طالما نسمح ببقاءها , بل ستأخذ بنا إلى أسفل سافلين .. أفيقوا أيها " الشامتون" فى عبد الناصر قبل أن تأزف الأزفة فتأخذنا جميعاً بذنوبكم , لأن ناصر قد مات أما مصر فهى حية لم تمت .. أم إنكم لازلتم تخافونه وهو فى قبره ؟!
لمزيد من مقالات حسين الزناتى رابط دائم: