"نعيب إثيوبيا والعيب فينا وليس لما يجرى فى مهزلة سد النهضة عيب سوانا" !
دون البحث والجرى - بلاطائل - خلف نظرية "المؤامرة" ستبقى أيدينا مُلطخة أمام الأجيال المقبلة , بأننا تسببنا فى أزمة سد النهضة من بدايتها , والوصول بها إلى مانحن فيه الآن .
لن تنسى الأجيال المقبلة أننا , بتباطؤنا , وإعتزالنا الدبلوماسى لدول حوض النيل فى عهد نظام مبارك , خاصة منذ محاولة إغتياله فى إثيوبيا , هو ماأدى بنا لما نحن فيه الآن .
.. والأمر لم يذهب بعيداً عن كل هؤلاء من وزراء الرى السابقين الذين تحولوا فجأة إلى محللين يتحدثون فى كل الفضائيات والصحف عن الأزمة , وأسبابها وحلولها , وكأنهم لم يكونوا مسئولين , عن هذا الملف طوال فترة توليهم الوزارة , وكأن الحاليين هم فقط المسئولين عما يجرى أما وقد بدت الأزمة وباتت واضحة وضوح الشمس مع تحويل اثيوبيا لمجرى النهر للبدء الفعلى , فى إستكمال السد دون أية إعتبارات لما سيواجه دول أخرى وفى مقدمتها مصر , فقد ظهرت المعالجة من أصحاب القرار فى مصر ضعيفة لدرجة بعيدة , وأظهرت لنا أنه يتم التعامل مع الملف بروح " الهواة" وليس محترفى إدراة الأزمات , وهو ماظهر جلياً فى حالة العشوائية والتناقض فى المواقف منذ الإعلان بين وقت وآخر, وجاءت الطامة الكبرى بمهزلة إذاعة حوار رئاسة الجمهورية مع عدد من رؤساء الأحزاب، بشأن أزمة سد النهضة !
لقد تم بث جلسة تتحدث الأطراف المشاركة فيها عن قضية تخص الأمن القومى وعلاقات مع دول أخرى حتى دون إخطار الحاضرين بأن الجلسة مذاعة على الهواء مباشرة !
إنها نفس الجلسة التى تحدث فيها بعض المشاركين عن سبل مواجهة الأزمة ومن بينها إمكانية اختراق المخابرات المصرية للقبائل الأثيوبية والتأثير عليها، وإمكانية عمل إعلانات لصفقات شراء أسلحة وهمية لإخافة إثيوبيا , وكذلك بالضغط على إثيوبيا عبر الدول الحدودية معهم أو تأليب مظاهرات تحدث فى أثيوبيا للمطالبة بتحسين الأوضاع الاقتصادية !
هل نتخيل أن كل هذا يجرى على الهواء وتسمعه إثيوبيا ومخابراتها وأجهزتها وشعبها , وكل العالم !
ثم من هم هؤلاء الذين يجلسون على الهواء حتى يتناولوا , قضية مياه مصر وهى قضية الحياة أو الموت " بالنسبة لها .. وماهى خبرتهم فى تلك القضية .. ثم أين مانسميه بمجلس الدفاع الذى ينص عليه الدستور لبحث مثل هذه الأزمات الكبرى, وأين ذهب دوره من تلك القضايا التى تمس أمننا القومى
كيف نتعلق بهواة السياسة , فى أزمة كتلك ونترك محترفى الأزمة؟!
لقد أثبتت هذه الواقعة أننا نعيش عصر "بلياتشو" "السيرك السياسى" .. لك الله يامصر !!
لمزيد من مقالات حسين الزناتى رابط دائم: