رئيس مجلس الادارة

ممدوح الولي

رئيس التحرير

عبد الناصر سلامة

رئيس التحرير

عبد الناصر سلامة

مصر في خطر!

تتعرض مصر لموقف غاية في الخطورة من جراء قرار الحكومة الإثيوبية بتحويل مجرى النيل لتنفيذ مشروع سد النهضة، والذي ستسبب بدوره في عواقب وخيمة على المياه وتهديد حقيقي لأمن مصر القومي..

ثمة حقيقة سرمدية معروفة عبر الأزمان منذ آلاف السنين أن الحكام عرفوا أهمية المياه المحورية؛ باعتبارها شريان الحياة لمصر، التي كان جزء كبير منها صحراء جرداء.. فلم يتأخروا في الدفاع عن حقوق بلادهم التاريخية في مياه النيل.. فمصر هبة النيل كما قال المؤرخ الإغريقي هيرودوت، وبفضل النيل قامت الحضارة المصرية.

إلا أن إثيوبيا الآن عرفت مدى أهمية النيل المحورية بالنسبة لمصر، وتحاول الضغط على مصر – بإيعاز من الحركة الصهيونية- وبحكم سيطرتها على فرعي النيل الأزرق والأبيض، وتنفذ بنجاح أفكار ألفونسو دي بوكيرك القائد البرتغالي في القرن السادس عشر الذي كانت تراوده فكرة السيطرة على البحر الأحمر ومنع التجارة العربية فيه، وتحالف مع إثيوبيا لمحاربة العثمانيين والمماليك، وأراد تحويل مجرى النيل لتصبح مصر صحراء جرداء.. لكن المماليك تصدوا له.

وترجع سيطرة إثيوبيا في السنوات الأخيرة وظهورها على السطح الإفريقي والسياسي إلى عدة عوامل، أولها: انقسام السودان إلى دولتين، وتراجع دروها الإقليمي، فضلا عن أزمة دارفور والعزلة الدولية التي يعانيها الرئيس السوداني التي أدت بشكل كبير إلى تقلص دورها في الصراع على حصص مياه النيل. ثانيها: تحسن العلاقات الإثيوبية – الإسرائيلية (منذ سنين سابقة)، والإثيوبية – الأمريكية، وتمثلت في بروز أديس أبابا كشريك أساسي يعتمد عليه في القرن الإفريقي.. وتتمثل في حصول إثيوبيا على مليارت الدولارات ومساعدات عسكرية وغذائية. ثالثها: تفكك الصومال غريمها التقليدي، الأمر الذي قوّى من الطموح الإثيوبي الأقليمي. رابعها: ضعف الوجود المصري، واستغلال انشغال مصر بالشأن الداخلي وأزماتها المتلاحقة، وعدم قدرة حكومة هشام قنديل على التعامل مع ملف المياه الحيوي؛ لاشتماله على جوانب معقدة سياسية وقانونية وعسكرية واقتصادية، ورد الفعل السلبي الذي يأتي من المسئولين على قرار تحويل مجرى النيل الأزرق والاكتفاء بالقول إنه "إجراء هندسي".

فيما تعجز عن وجود حلول فورية لأزمات ومشاكل داخلية كالأمن والكهرباء والوقود. والأدهي والأمر انشغال التنظيم الحاكم بالسلطة، وانشغاله بكيفية مجابهة التحالفات والحركات ضده، فحرص على وجود كفة ضد أخرى؛ جبهة الضمير لتواجه جبهة الإنقاذ، وإنشاء حركة "تجرد" في مواجهة حركة "تمرد".. وكأننا في صراع محموم حول السلطة.. وأكاد أجزم أنه يبحث حالياً عن كيفية الخروج من مأزق 30 يونيو القادم!! والنتيجة ما وصلنا إليه الآن وتهديد بالغ الخطورة من دويلة مثل إثيوبيا لأمننا القومي بإنشاء سد النهضة الخطر القادم على قلة حصة مصر من المياه..  كفانا عبثاً، نحتاج أن يستوعب القائمون وأهل السلطة خطورة الموقف واتخاذ كافة الإجراءات لإنقاذ ذلك الملف الحيوي، وإلا ستدفع الأجيال القادمة الثمن ويموتون من العطش.

[email protected]

 


لمزيد من مقالات أحمد مصطفى سلامة

رابط دائم: