العمل على تعديل إتفاقية كامب ديفيد , بات ضرورة لامفر منها , وأن السكوت عن هذا يعنى أننا نضع رؤوسنا فى الرمال حول أسباب إنتشار الجماعات الإرهابية التى تحمل السلاح فى سيناء .
فوجود هذه الجماعات إن لم يكن فى أساسه بدعم إسرائيلى فهو على الأقل يحقق أهدافها , فى إستمرار الإضطرابات الدائرة بسيناء , ومعها تبقى "الذريعة" الإسرائيلية متاحة فى أى وقت للتدخل عسكرياً , بدعوى حماية نفسها على الحدود مع مصر .
أما قضية الأنفاق بين غزة وسيناء فقد بات واضحاً أنها تحمل الوجه الآخر من إنتشار تلك الجماعات وسلاحها ,وتسريبها إلى هناك عبر تلك الأنفاق , وربما كان هذا هو السبب الرئيسى الذى جعل أصابع إتهام قطاع عريض من المصريين تتجه نحو هذه الأنفاق , وإعتبارها وراء أحداث الخطف , والقتل التى جرت لضباط وجنود مصريين .
ونحن رغم إتفاقنا مع موسى أبو مرزوق القيادى فى حركة حماس فى وصفه بأن "غزة وحماس ليست بدولة عظمى حتى تهدد مصر في سيناء" !!
فإن وجود فراغ أمني فى سيناء بسبب اتفاقية كامب ديفيد التي انتقصت من السيادة المصرية , كان من الأسباب الرئيسية التى أدت أيضاً إلى إنتشار الأنفاق على الحدود، على أثرهذا الفراغ الأمنى ,وربما السياسى أيضاً , وهنا بات مطلوبا من القيادة السياسية الآن أن تتحرك فى إتجاه تعديل (كامب ديفيد ) , خاصة أنها تمثل واحدة من القضايا الرئيسية فى السابق لدى الإخوان المسلمين , وطالما طلبت من النظام السابق , ليس تعديلها فقط بل وإلغاءها .
لكن الغريب أن أحداً من أصحاب تلك الدعوات لم ينطق لسانه بكلمة واحدة منذ تولى الإخوان مقاليد الحُكم حول تلك المعاهدة , التى لايعنى الدخول فى ( حوار سياسى ) حولها مع إسرائيل إنتهاكاً أو خروجاً عن عدم إحترام لإتفاقية مع دولة أخرى , لكن الظروف الراهنة التى تمثل , عبر سيناء خطراً على الأمن القومى , لم يعد معه السكوت واجباً , بل يمثل تفريطاً فى أمن مصر وحدودها , وربما يصل إلى حد التفريط فى أراضيها التى إستعادتها أرواح ودماء الشهداء المصريين , فهل نشهد تحركاً مصرياً فى هذا الإتجاه .. أم أن الألسنة ستبقى صامتة والعقول ستستمر غافلة ؟!
لمزيد من مقالات حسين الزناتى رابط دائم: