تحدثت في مقال سابق عنحالة العناد الرئاسي، وقلت إنه سيدخلنا في فتن وفوضى ومشاكل لا حصر لها، وكنت قد اجتهدت بوضع ستة حلول تساعد على الخروج من المأزق الحالي؛ منها:
إقالة رئيس الوزراء هشام قنديل بسبب فشله في التعامل مع مشاكل المواطنين وأهم الاحتياجات الأساسية كالكهرباء والوقود، وسياساته التي لا ترتقى إلى طموح الشعب المصري، وأيضا وزير الداخلية بسبب قلة حيلته وعدم قدرته -حتى الآن- على احتواء غياب الأمن في الشارع، وانتشار السرقات والخطف جهارا نهارا، تحت مرأى ومسمع من الجميع، والتي شاهدت إحداها بأم عيني نهاراً في منطقة الزمالك -عند أحد الفنادق الشهيرة والتي من المفترض أن يكون الانتشار الأمنى مكثفا هناك لحماية السياح- حيث خطف شابان حقيبة أحد المارين بالشارع، وأخذ يجري وراءهما ليمسكهما، لكن لا حول له ولا قوة، ولم يوجد بالمنطقة حتى عسكرى واحد.
واقترحت بضرورة وجود حكومة كفاءات من ذوي الخبرة، والاستعانة بخبرات د. فاروق الباز ود.أحمد زويل وغيرهما ممن يدينون بالولاء للوطن وليس لجماعة أو شيء آخر.. إلا أنالتعديل الوزاري الثالث للرئيس محمد مرسي جاء مخيباً للآمال، ويؤكد أنه لا يزال وبإصرار يتبع سياسة «العناد»، التي مارستها الأنظمة والحكومات السابقة، وكأن شيئاً لم يتغير، وأنه لم تقم ثورة بالأساس.. لا أعرف هل الأوضاع الحالية تبشر بأي خير؟ وهل الاستجابة لمطالب الشارع أو المعارضة تعتبر ضعفاً من وجهة نظر الرئيس؟ فلم تشعرنا التجديدات فى الحقائب الوزارية بأي جديد أو أن هناك بارقة أمل لمستقبل أفضل.. وأن ما حدث هو تغيير في بعض الوجوه فقط...
إن الإصرار على بقاء قنديل ووزير الداخلية ووزير الإعلام هي بداية لمرحلة فشل أخرى يتوقعها جميع المصريين.. ولعل تغيير منصب وزير المالية للمرة الثالثة يؤكد أننا أمام سياسة عاجزة غير متأنية عنيدة...
نحن الآن نعيش مرحلة فارقة، فمصر ليست حقل تجارب.. ويجب أن يتفهم المسئولون عن مقاليد الحكم أن بعنادهم هذا يكرسون لحالة الاستقطاب السياسي والانقسام الداخلي وعدم الاستقرار والفشل. إنهم بهذا يعتقدون أنهم يعاندون المعارضة، والحقيقة هي العناد مع المواطن البسيط الذي يريد أن يأمن على بيته وعلى قوت يومه ويحس بالتحسن للأفضل. كما يجب أن يتخلوا فوراً عن الدور المطلوب منهم وألا يكونوا أداة في يد الغير.. فقد تأتي لحظة ويتبخر كل شيء... ترى ما هو هذا الدور؟ الإجابة: أمريكا.
[email protected]
لمزيد من مقالات أحمد مصطفى سلامة رابط دائم: