عندما يخرج علينا رئيس الوزراء هشام قنديل , بقوله أن تغيير عدد من الوزراء الآن يأتى لرغبة هؤلاء الوزراء فى الرحيل وليس لسوء فى أداء هؤلاء الوزراء, فهو تصريح "غريب"
ولوصدق قنديل فيما يقول , فهذا يعنى أننا نعيش كارثة محققة لوجود مثل هؤلاء المسئولين على رأس هذه البلد .. وتجعلنا جميعاً نقول فى نفس واحد " مفيش فايدة " !
لقد أثبت وزراء الحكومة الحالية , بكل من فيها أنها واحدة من أسوأ الحكومات التى شهدها تاريخ الحكومات المصرية
فهى الحكومة التى فشلت فى وقف نزيف الدم المصرى , فى كل بقعة من بقاعها , بدءاً مما جرى بالإتحادية , وبعها فى ميادين مصر, مروراً بحادث القطار المأساوى الذى راح ضحيته أكثر من خمسين طفلاً بالصعيد , وحتى ماحدث فى الكاتدرائية فكانت حكومة "صامتة" "متجاهلة" للأحداث , وكأنها تجرى فى بلد آخر حتى تنتهى , ليخرج بعدها بعض المسئولين ليتحدثوا عن مسئولية الإعلام على التحريض والتهويل فى التعبير عما جرى !
فى عهد هذه الحكومة شهدت البلاد أكبر موجة من الإنفلات فى الأسعار والغلاء و سعر الدولار وأدنى هبوط لقيمة الجنيه أمام كل العملات , أما عن الإنفلات الأمنى لرجل الشارع, فحدث ولا حرج .
وهى الحكومة التى كان لها شرف تطبيق مايريده صندوق النقد الدولى فى سبيل قرض لم تره حتى الآن , فى الوقت الذى لم يجرؤ فيه النظام السابق الذى وصفناه بالفاسد , الظالم على فعل ذلك , تحت دعاوى الإصلاح الإقتصادى .
فى عهد هذه الحكومة إزداد الفقير فقراً وجوعاً , و الغنى إنهارت قواه , ومعها ضاعت رغبته فى العمل والبقاء , أما الطبقى الوسطى فهى قد إقتربت على التلاشى ..
ووسط كل هذا لم نجد رؤية واحدة ,ولاخطة , ولاحتى حديثاً عن تطوير فى المستقبل , لأى قطاع من قطاعات الدولة , ورغم ذلك فإن إبتسامة وزراء هذه الحكومة لاتفارقهم .. فعلى أى شئ يبتسمون ؟!
هل يضحك وزراءانا معنا ليهونون علينا ؟! أم يضحكون علينا , وعلى أحوالنا ؟! أم يأنهم يضحكون ضحكة المنتصرين على شعب يطالب برحيلهم , ولكن فى النهاية يتحدثون على أن الرحيل خيارهم هُم , وليس هذا الشعب !!
لو كنت مكان هؤلاء الوزراء , لبكيت "بدل الدموع دم " على شعب كان قد صدق نفسه أنه قام بثورة ضد نظام فسد , وأهان عقول المصريين ونفوسهم , آملاً أن يعيد إلى نفسه آدميته التى غابت , ولقمة عيشه بكرامة , ولكنه إكتشف الآن الحقيقة المُرة بأن ماقام به قد ذهب - مع قدوم مسئولين عنه من تلك النوعية - أدراج الرياح ..
والسؤال قبل الأخير .. هل تشعرهذه الحكومة بالراحة الآن , وضميرها مرتاح.. هل تعى بأى شئ سيذكرها التاريخ !!
لمزيد من مقالات حسين الزناتى رابط دائم: