فى نفس يوم ذكرى الشهيد عبد المنعم رياض الذى راح فداءاً لوطنه وشرفه وعرضه , وهو بين جنوده فى الخط الأول من القتال أمام العدو الإسرائيلى , كان شبابنا الجديد الذى ينتمى لجيل الأولتراس يحرق فى بلده , ويشعل فيها النيران , فى نفس الوقت وقفت رئاستنا لا تحرك ساكنا ً, ورئيس الوزراء كأنه فى عالم آخر , والجيش مشغول بأبناء بورسعيد , والشرطة فى مصيبتها , أما الشعب فهو حائر, تائه يبكى بحُرقة ضياع الدولة , ولايعرف ماذا يجرى وماذا يمكنه أن يفعل , وسط هذا المشهد الشائك .
هكذا كان يوم التاسع من مارس السبت الماضى , يوم الحُكم فى قضية مجزرة بورسعيد , ووسط كل هذا خرج علينا ٍ الشيخ – سابقاً – والسياسى حالياً حازم أبو اسماعيل , فى مؤتمر صحفى لحزبه الجديد مع قوى إسلامية أخرى , مهدداً ومتوعداً الجميع.
وقف أبو اسماعيل , وفى عينيه غطرسة المستبد , وصوت الديكتاتور الذى إرتوى بنيران الغرور,فلم ينجو من غروره أحد . لقد تطاول أبو إسماعيل على الجيش وتحدث عنه بشكل لايليق , وحذر بعنجهية , لكل من تسول له نفسه أن يفكر فى عودة الجيش مرة أخرى , وكأن الجيش هو الذى يطلب ذلك
ووقف أبو إسماعيل مُحذراً من أن يسرح البعض بخياله بأن إضراب الشرطة سوف يؤدى إلى حدوث أى ضعف للنظام , أو ضياع أمنه وسيطرته , مؤكداً أن الكتلة الإسلامية التى يشكلها ووصفها بالشعبية جاهزة للنزول, مكان الشرطة وبكل قوة , فالثورة الإسلامية ستقوم فى حال حدوث ذلك , وهم قادرون على كسر جيش فرعون !!
هكذا تبدل بنا الحال فى مصر من أيام الشهيد "عبد المنعم رياض" الذى مثل رمزاً للعسكرية المصرية التى ضحت بروحها ودماءها , وحياتها فدءاً لبلدها ودفاعاً عن شعبها وأمنها وسلامتها إلى الشيخ "حازم أبو إسماعيل" الذى وقف يهدد الشعب نفسه , متطاولاً على الجيش ذاته الذى حماه وأهله منذ قدومه من الولايات المتحدة التى ترعرع بها حتى الآن ليصبح هذا الرجل الذى رأيناه على منصة التهديد والوعيد وسط صمت ودعم رئاسى له ولأمثاله ممن يُظهرون " العين الحمراء" للمواطنين المسالمين الذين يريدون التغيير لحياة أفضل .
وليس أدل على هذا الدعم الرئاسى لأمثال الرجل ماخرجت به السيدة "باكينام الشرقاوى " المستشار السياسى للرئيس التى ظهرت فى نفس اليوم الذى تغلى فيه مصر والحرائق تشتعل فى نفوس مواطنيها, فى مؤتمر صحفى لتؤكد لنا من جديد أن الحكومة الحالية باقية حتى الإنتخابات المقبلة , وأنه لايوجد أى طرح آخر !
.. وهكذا خرج أبو إسماعيل والسيدة باكينام التى تمثل الرئاسة " إيد واحدة" ليس فقط فى مواجهة قوى المعارضة السياسية, بل لكل أبناء الشعب الذين يريدون , ويسعون لإزالة هذا الإحتقان الراهن لتهدأ البلاد لكن أن يخرج علينا أبو إسماعيل بتهديداته للجميع , والسيدة باكينام بتصريحاتها , فهذا لايعنى سوى أنه كما لوكان هناك حرص , واضح من التيارالذى يمثلانه– بما فيهم من يحكمنا – على الإبقاء على الأوضاع المشتعلة داخل مصر وفى نفوس مواطنيها
حتى تأتى على الأخضر واليابس , لتبدأ دولتهم من جديد على خراب مصر ورفاة شعبها ليقيموا تلك البلد التى يحلمون بها !
سؤال واحد بات يسأله الجميع .. لصالح من يعمل هؤلاء .. هل يعملون لصالح مصر والإسلام .. هل يريدون إقامة دولة العدل والحرية ؟
من يخرج ليهدد شعبه , ويُبشرهم بمزيد من الخراب والعنف لو فكروا فى تغيير حاكم , لم يثبت جدارته بالحُكم حتى الآن , ومن يقول لشعبه " إضرب دماغك فى الحيط " ولن نفعل إلا مانريد نحن حتى " لوكان على خرابها " .. هل يعمل لصالح هذا الشعب ؟!
أًشك كثيراً .. إذن لصالح من يعمل هؤلاء ؟!
لمزيد من مقالات حسين الزناتى رابط دائم: