رئيس مجلس الادارة

ممدوح الولي

رئيس التحرير

عبد الناصر سلامة

رئيس التحرير

عبد الناصر سلامة

زمن بابا " كيرى" .. كبير "العيلة" !

تعيش الولايات المتحدة هذه الأيام نشوة تلك الفوضى التى تمر بها مصر! وكلنا يدرك ذلك دون مواربة , ولايستطيع أن ينكر ذلك إلا مصاب "بالعمى السياسى",ومن لازال لايصدق, عليه أن يستمع إلى التقرير الصادر أول أمس عن "بى . بى . سى " التى تمولها المخابرات البريطانية,وأشارت فى تحليل لهاإلى أن الجيش المصرى, لازال هو العقبةالتى تنتظر الولايات المتحدةالتغلب عليها لتحقيق نظامهاالجديد فى الشرق الأوسط عبر الفوضى التى خلفتها فى دول المنطقة ..

الواقع الراهن على الأرض فى مصر, يؤكد مع الأسف  أن الهدف, والتخطيط  الأمريكى الذى تحدثت عنه وقامت برعايته  وزيرة الخارجية الأمريكية الأسبق "كونداليزا رايس"  فى المنطقة قد إقترب من الوصول , والتمكن من مصر , بل وربما جاء" جون كيرى" فى زيارته الخاطفة إلى مصر ليتحقق منها ويراها بعينيه فخوراً بإستكمال مسيرة أسلافه !

الغريب أنه , ورغم وعى كل الأطراف الفاعلة على  الساحة المصرية الآن بالدور الأمريكى فيما يجرى بمصر, فقد "هرول" كل هؤلاء إلى " كيرى " عندما جاء إلى القاهرة , وتعاملوا معه وكأنه "الأب" أو " كبير العيلة " الذى ينتظره الجميع , ويتلهفون إلى لقاءه , إما إنتظاراً لدعمه , أو لتقديم الشكوى إليه من منافسيه المصريين , أو سعياً إلى الجلوس أمامه للحصول على دروس فى الديمقراطية , أوخوفاً ورهبة من "القلبة الأمريكية" عليه ,  أو الإنتقاد  "اللطيف" "الظريف" الذى لايشفع ولاينفع  وربما حتى لإلتقاط الصور التذكارية معه لوضعها فى الصالون !

لقد كشفت زيارة " كيرى " إلى القاهرة , وتلك اللهفة من معظم الأطراف على لقائه والتعبير عن نفسها أمامه , وتقديم مصوغات قبولها و الحصول على "صكوك" الرضى الأمريكى , أننا أصبحنا نعيش مع الولايات المتحدة أقصى فترات التبعية , التى تصل إلى حد الإحتلال المعنوى , فى عصر  حُكامنا الإخوان الذين وصفوا فى السابق على لسان الرئيس مرسى  نفسه الأمريكان بأنهم أحفاد القردة والخنازير !

أكدت هذه الهرولة أن دور أمريكا فى مصر قد تجاوز حدود  مجرد التدخل فى الشأن المصرى , وأنه تحول إلى المركز الرئيسى فى المعادلة التى تدور حولها كل الأطراف .

فالرئاسة وأدواتها , وحُكامها يركنون على الدعم الأمريكى التام لهم , فى مواجهة تآكل شعبيتها وزيادة حدة الغضب والإستياء من كل سياساتها , وفى مقابل ذلك قدمت الرئاسة , بلا مواربة  فروض الولاء والطاعة للأمريكان , فى مقابل الإبقاء على هذا الرضى عنهم .

أما المعارضة التى " أكلت عقولنا " ليل نهار برفضها أى دور أمريكى بالتدخل فى الشأن المصرى , وإنها تستنكر الدعم الأمريكى للرئاسة المصرية بعد مماراساتها – كما تقول المعارضة – ضد الشعب , فإنها إلتقت الوزير الأمريكى إما وجهاً لوجه كما فعل عمرو موسى أو على التليفون كما فعل البرادعى , أو على الطاولة التى ضمت غيرهم !

كل هؤلاء أخذوا يكيلون الشكوى إلى "كيرى" من مُرسى وجماعته ومؤيديه , وطالبوه أن يتحول الدور الأمريكى إلى إيجابى " فى اتجاههم" , وأن يتحول الرضى الأمريكى إليهم لأنهم هُم الذين يمثلون نبض الأمة وآمالها ومطالب الشعب الحقيقية !!

أما الفريق السيسى فقد أوضح هو الآخرأثناء لقائه بالوزير الأمريكى أنه لايوجد خلاف بين الجيش والرئاسة , فى إشارة إلى تأكيده للولايات المتحدة عدم سعى المؤسسة العسكرية للدخول إلى حلبة المنافسة على الحُكم , وهومايبدو أنه الأمر الذى لاتريده الولايات المتحدة الآن !

ومنظمات حقوق الإنسان , أعربت هى الأخرى عن محنتها الراهنة التى تعيشها فى عصر الإخوان بالتضييق عليهم , وهو مالايمكن أن ترضاه الولايات االمتحدة الراعية الأولى فى العالم لحقوق الإنسان , والتى طالما لعبت هذا الدور فى  عهد النظام السابق للدفاع عنهم , متسائلة ماذا جرى الآن ؟!

كل هؤلاء جلسوا أمام الوزير الأمريكى ينتظرون " القبول " و"الرضى" من حفيد العم سام متناسين أن " كيرى " وسفيرته "باترسون " قد إحتفلا سوياً قبل نزوله من على متن طائرته بمطار القاهرة , بالمشهد الراهن فى مصر وتحولها إلى الفوضى لتصبح هى " الجائزة الكبرى " كما وصفتها سابقته كونداليزا رايس " لهم فى المنطقة

لقد تناسى هؤلاء أن السفيرة الأمريكية بالقاهرة  باتت بالفعل هى المندوب السامى الجديد لإحتلالنا , فماذا تنتظرون من وزير دولة الإحتلال الجديد !!


لمزيد من مقالات حسين الزناتى

رابط دائم: