عندما يقوم القيادى الإخوانى "على عبد الفتاح " بإتهام المجلس العسكرى السابق الذى ترأسه المشير طنطاوى ، بتنفيذ عملية رفح التى راح ضحيتها 16 ضابطاً وجندياً فى رمضان الماضى .. علينا أن نتساءل ماذا يريد هذا القيادى الإخوانى ؟ !
لقد وقف "عبد الفتاح" فى محاضرة ألقاها على أعضاء بجماعة الإخوان بمسجد الهدى والنور بمدينة كفر الدوار ، قائلاً عن أعضاء المجلس العسكرى أنهم ''عملوا للرئيس الفخ بتاع رفح .. بس هو إستفاد منه وراح مطهر الجيش فحول المحنة لمنحة " ووصف الرئيس فى هذه الواقعة بأنه " كان أسد وكان لوحده ومكنش معاه لا جيش ولا حرس جمهورى , ولا مخابرات تبعه .. ووقتها ربنا نصره" !!
وعندما نعرف أن هذه المحاضرة كانت نهاية الشهر الماضى , ولكن لم يتم تسريبها إلا الآن , وأن أحداً لم يخرج من قادة الإخوان على الفور ليستنكر ماقاله , فهذا يعنى أن الحرب التى بدأت بين جماعة الإخوان والجيش , لم تتوقف بخروج تصريحات "معسولة" من الرئاسة عن دور الجيش وإعتزازها بقيادتها الحالية ودورها الوطنى , بل وضح أنها دخلت مرحلة "تكسير العظام "
هذه الحرب , ربما يكون لها مايبررها على المستوى السياسى , ومعطيات الظروف الراهنة , خاصة مع تردى الأوضاع وبروز واضح لسوء إداراة المرحلة التى لازال يعانى منها جميع الأطراف , لكن أن يكون ذلك بإتهام قيادة الجيش المصرى , بقتل أبناءه من الجنود والضباط , لتحقيق هدف سياسى ووضع فخ للرئيس الجديد ‘ فهذا هو " الهزل" بعينه !
أن يحاول البعض تشويه الجيش المصرى , فى مواجهة تصاعد الحديث والمطالبة بتدخله – سواء إتفققنا أو إختلفنا مع ذلك - بأنه "سافك" لدماء أبناءه , فوق أرض سيناء التى روتها من قبل دماء أباءهم الطاهرة للدفاع عنها , وأنه "زاهق" لأرواحهم وهم يتناولون إفطارهم فى شهر رمضان فهذا هو " الخبل" بذاته.
ربما أفهم أن " الصراع " الدائر و" الخوف"الواضح من عودة الجيش مرة أخرى , إلى ساحة الحُكم ,هو أمر يثير الكثير من القلق لدى الحُكام الجدد , لكن أن تتم مواجهة ذلك بمحاولة تصوير قادة جيش مصر , بأنهم " قتلة" يذبحون أبناءهم بطلقات بنادقهم , لتحقيق مكاسب سياسية , فهذا هو إدعاء, وقذف فى حق شرفاء , حاربوا من أجل ربهم , وبلدهم , وشرف أبناءهم .. وقفوا على هذه الأرض صامدين على مدار تاريخهم العسكرى , غير مفرطين فى حبة واحدة من رمالها , فى الوقت الذى لم يؤد فيه البعض الآخر, حتى خدمتهم العسكرية !
إن مثل هذا " الهُراء " وتلك " التخاريف " الصبيانية من الأكيد أنها لن تقلل من إحترام شعبنا لجيشه , حتى لوكانت قياداته السابقة قد وقعت فى أخطاء سياسية فى إدارة الفترة الإنتقالية ، والأكيد أن محاولة إخفاء الفشل السياسى الراهن , وتقلص شعبية الحُكام الجدد بالهجوم على الجيش ,بسبب حياده الواضح حتى الآن , ورفضه الدخول فى معادلة مساندة هؤلاء الساسة فى فرض الواقع الجديد " عنوة " لن تنجح , لأن المصريين حتى لو صمتوا , أو تكاسلوا عن تغيير الواقع , وإسترداد حقوقهم بيديهم
, فُهم يدركون أن جيشهم لازال حتى الآن هو الضمانة الوحيدة , وأنه حائط الصد الأخير فى الدولة المصرية , وهم على قناعة بأنه لن يرضى أبداً أن يبيع ترابها مهما تباينت أهواء الساسة .
أما من يصرون على إستثارة الجيش وأبنائه بمثل هذه الإفتراءات غير المسئولة , عليهم أن يدركوا أن صبرالجميع قد طال عليهم بما فيهم الجيش نفسه , فهل يهدأون قليلاً لتعبر سفينتنا جميعاً بسلام , أم إنهم لازالوا مُصرين على غرقها , ووقتها سيطولهم الغرق قبل غيرهم
سؤال أخير .. ماذا سيفعل النائب العام المستشار طلعت إبراهيم الذى عينه الرئيس مرسى مع " قيادى إخوانى" إتهم قادة الجيش بقتل جنودهم وضباطهم ؟ وهل ستكشف لنا الرئاسة شيئاً عن حقيقة من قتل جنودنا وضباطنا .. ننتظر الإجابة !
لمزيد من مقالات حسين الزناتى رابط دائم: