د. محمد فايز فرحات
ماجد منير
وقف القتل ليس تنازلا!
4 أكتوبر 2025
محمد أمين المصرى


فى وقت تكالبت فيه المشاريع الدولية على تصفية القضية الفلسطينية، برزت خطة الرئيس الأمريكى ترامب بشأن غزة كوثيقة مثيرة للجدل، تحمل فى ثناياها وعودا بوقف الحرب، لكنها لا تخلو من الألغام السياسية. وبينما تتباين المواقف بين الرفض المطلق والقبول المشروط، يبقى السؤال الأهم: هل يمكن تحويل الخطة التى أعدها نيتانياهو وأعلنها ترامب، من أداة ضغط إلى فرصة إنقاذ للفلسطينيين؟.



ثمة رؤية واقعية توازن بين حماية الفلسطينيين والحفاظ على حقوقهم واستمرار نضالهم، ففى زمن تكاثرت فيه مشاريع الإلغاء والتهجير، لا يملك الفلسطينيون رفاهية الانتظار، فاللحظة مفصلية فى ظل الصفقة التى تطرح كمعادلة معقدة بين وقف الإبادة الجماعية وتهجير شعب من جهة، وبين مخاطر التصفية السياسية ومحو بلد من الخريطة من جهة أخري. بعد عامين من حرب طاحنة، سقط فيها عشرات الآلاف من الشهداء والجرحي، ومسحت مدن بكاملها، تأتى الخطة لتتعهد بوقف مؤقت للنار، وإدخال مساعدات إنسانية، ومنع التهجير. تمثل هذه البنود، رغم محدوديتها، فرصة حقيقية لإنقاذ ما تبقى من المجتمع الفلسطيني، والحفاظ على هويته الوطنية، رغم كل عيوب الخطة المعروضة كخيار وحيد وإلا مواجهة الجحيم. أمام شعب غزة فى حال وقف الحرب، مهمة وطنية، تبدأ بإعادة بناء الحياة، والأهم، استعادة الأمل، مثل تدفق المساعدات وفتح المعابر، ما يشعر سكان القطاع بفارق وفرصة لالتقاط الأنفاس بعد معاناة عامين، مع إعادة بناء الذات سياسيا واقتصاديا واجتماعيا. ولعل عامين من الجحيم، يدفع سكان القطاع إلى المطالبة بتغيير إدارة القطاع، ليكون تحت مظلة وطنية خالصة بعيدا عن الانقسامات الفصائلية. رغم ألغام الخطة الأمريكية–الإسرائيلية، لكنها تفتح ثغرة لإستعادة الأمل، وعلى الفلسطينيين توسيعها وعدم إغلاقها خوفا أو رفضا مطلقا. فالمقاومة لا تُقاس بالشعارات، بل بالقدرة على حماية المواطنين، التمسك بالأرض.



ومن غزة، تبدأ معركة البقاء والوعي، وبناء المستقبل.. فالخطة يجب أن تُقرأ بعيون واقعية وليس بالغضب والرفض. فوقف الحرب ليس نهاية النضال، لأن الأهم هو الحفاظ على الوجود الفلسطينى فى غزة، لأنه حجر الأساس للمشروع الوطنى فى المستقبل ووفقا لما كتبه صديقى الغزاوى «مصطفى إبراهيم»..فإن وقف القتل ليس تنازلا، بل إعادة ترتيب للأولويات الوطنية، فبدون الشعب لا مقاومة، ولا مشروع وطني.. ومن دون الأرض، لا قضية.. ومن دون وقف الحرب، لا مستقبل.