د. محمد فايز فرحات
ماجد منير
مصر..والاتزان الاستراتيجى
3 أكتوبر 2025
ماجــد منيـر


وسط تحديات وتحولات تاريخية غير مسبوقة تشهدها الحقبة الحالية، إقليميا ودوليا، تبرز مبادئ السياسة الخارجية المصرية وثوابتها التى ترسخت على مدى عقد ممتد من 2014 وحتى الآن، بأبعادها الإقليمية والدولية التى تجعل الدور المصرى ليس مؤثرا وفاعلا فقط، وإنما ضرورى ومهم؛ بسياسة خارجية مصرية متفردة فى قلب إقليم مضطرب، تتغير فيه الأحداث ما بين عشية وضحاها، وتشتعل النيران فى أى بقعة منه دون سابق إنذار، وكذلك أيضا عالم تتزايد فيه حدة حالة الاستقطاب يوما بعد يوم.



إن تبنى مصر مبدأ الاتزان الاستراتيجى يأتى حرصا على المصالح العليا للدولة، بالإضافة إلى إدراك القاهرة لمكانتها ودورها على المستويين الإقليمى والدولي، وفوق كل هذا فلسفة ورؤية وحكمة الرئيس عبدالفتاح السيسى وفكره الداعم على طول الخط للاستقرار والتنمية، وحرصه على توازن التحرك المصرى فى المجال الاستراتيجي، وامتلاك العديد من الأدوات المؤثرة والقدرة اللامحدودة على حل الأزمات ومواجهة التحديات، ويبقى احترام القوانين الدولية وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للآخرين وعدم الإضرار بهم منهج عمل مصريا أصيلا.



هنا تجدر الإشارة إلى أهمية إصدار وزارة الخارجية كتابين عن «الزيارات الخارجية الرسمية للسيد رئيس الجمهورية فى عقد من الزمان» و» الاتزان الاستراتيجي: عشر سنوات من الدبلوماسية المصرية»؛ فمصر نجحت فى عهد الرئيس السيسى فى استرداد دورها الإقليمى المحوري، والعمل على حفظ توازن المنطقة، والحيلولة دون انجرافها إلى هوة الفوضي؛ من خلال علاقات مرنة مع كل القوى والأطراف المعنية فى إقليم مشتعل، ولعل هذا ما حدده الرئيس السيسى فى خطاب التنصيب، فى يونيو 2014؛ عندما قال إن مصر بما لديها من مقومات يجب أن تكون منفتحة فى علاقاتها الدولية، وسياستها الخارجية ستتحدد طبقا لمدى استعداد الأصدقاء للتعاون، وتحقيق مصالح الشعب المصري.



من المؤكد أن مصر على مدى عقد من الزمان تنتهج سياسة خارجية تطير بجناحيها؛ لتغطى كامل مساحة الإقليم الذى يعيش مرحلة شديدة التعقيد ويغلى بالأزمات، لكن الاعتدال والتوازن والأرضية المشتركة مع دول العالم تجعل من مصر- بمبدأ الاتزان الاسترتيجي- قوة مؤثرة فى صنع القرار الدولى والحفاظ على السلم والأمن والاستقرار فى الشرق الأوسط والعالم.