على طريقة جريمة سفاح القاهرة الجديدة التى هزت الرأى العام جاءت جرائم سفاح المعمورة بالإسكندرية. فالمنطقة الراقية بالتجمع لم تختلف عن المنطقة الشعبية بشرق الإسكندرية والرغبة فى القتل والاستمرار فى الجريمة لم تختلف والضحايا من السيدات كان مصيرهن الموت.
التفاصيل دائما ما تؤكد تشوه فطرة الانسان وتحوله إلى شيطان يحمل كل معانى الغدر والقسوة والقتل ومحاولة الهروب من العقاب ثم الانهيار أمام جهات التحقيق رغبة فى الخلاص.
هو محام فى العقد الخامس من العمر قادم من محافظة كفر الشيخ. جاء الى الإسكندرية منذ 10 سنوات للعمل بها ولكنه اختار طريقا غير العمل كمحام من خلال العلاقات والتجارة فى كل شيء ولكن هذا الطريق كانت نهايته القيام بجرائم قتل ودفن داخل شقة بالمعمورة. فالمتهم الذى كان يسكن فى منطقة العصافرة بشارع 45 تزوج من إحدى السيدات بعقد عرفى منذ عامين، ونشبت بينهما مشاجرة بسبب استمراره فى الاعتداء عليها بالضرب. فيقرر المتهم قتلها، وظل يفكر كيف يتخلص من الجثة، فيذهب إلى منطقة المعمورة البلد، ويتوجه إلى منزل عائلة بشارع 286 المتفرع من شارع المدرسة حيث المنزل القديم المكون من ثلاثة طوابق به شقة بالدور الأرضى لتكون الأنسب للتخلص من ضحيته وإخفاء جريمته. ورغم عرض أصحاب العقار على المتهم الحصول على شقة بالدور الثالث كمكان افضل للسكن، إلا أن الشيطان تمسك بالدور الأرضى لأنه الأنسب من وجهة نظره لإخفاء جريمته. وأعد المتهم العدة وبدء فى نقل محتويات شقته. وبدلا من ان تكون جنازة زوجته العرفية إلى المقابر حملها إلى شقة المعمورة الجديدة. ليبدأ باختيار حجرة داخل المنزل مستغلا أصوات ترتيب الشقة وتجهيزها للسكن ويبدأ فى نزع بلاط الأرضية ويدفن الضحية. وبدلا من الشعور بالندم واصل الشيطان نزواته وسهراته الحمراء مع السيدات بالشقة الجديدة.
ويبدو ان إحداهن اكتشفت جريمته والحجرة السرية التى حولها إلى مقبرة لضحيته. فقرر ارتكاب جريمته الثانية، فقتلها، ودفنها الى جوار الضحية الأولي.
ويبدو ان السفاح قرر الاستمرار فى رحلة الجريمة والقتل. فقام فى ليلة باصطحاب سيدتين وأحد اصدقائه لإقامة سهرة جديدة إلا أن إحداهما دخلت الى مقبرة الضحايا لتقرر الخروج من الشقة. ويقف «الشيطان» ليمنعها، فتصرخ صرخات مدوية، ليهرع لها سكان العقار الذين طلبوا مرارا وتكرارا من «الشيطان» الالتزام وعدم اصطحاب أحد إلى الشقة. وداخل الشقة تعالى صياح صاحب العقار ونجله بطلب تسليم الشقة والخروج منها وانتبه نجل صاحب العقار للحجرة المغلقة وعلامات التوتر والقلق التى أصبحت على ملامح «الشيطان»، فطالبه بفتح الغرفة إلا أن الشيطان تعلل بـ «ضياع المفتاح» ليفتح باب الحجرة ويفاجأ بنزع الأرضية فيقرر إبلاغ ضباط مباحث قسم المنتزه ثان.
وليتم اكتشاف الجريمة ويبدأ التحقيق فى الجريمة، حيث تمكن فريق البحث الذى أمر به اللواء محمود أبو عمرة مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن العام من القبض على المتهم بعد ان انتقل ضباط وحدة مباحث القسم إلى موقع البلاغ، وتبين من المعاينة وجود جثتين ـ إحداهما ملفوفة فى بطانية ـ مدفونتين بأرضية الشقة بالعقار. وانتقل رجال المباحث إلى منزل السفاح ومحل اقامته بشارع 45 بالعصافرة، وتم التحفظ على متعلقاته وفحصها، وأمرت النيابة العامة بحبسه على ذمة التحقيقات، وطلب تحريات المباحث حول الواقعة وملابساتها وهوية الضحيتين، واستخراج الجثتين لتشريحهما ومعرفة سبب الوفاة. فهل تسفر التحقيقات عن كشف جرائم اخرى للسفاح فى ظل متابعة جهات التحقيق لعلاقاته المتعددة؟ وهل ستكشف عملية فحص بلاغات التغيب عن جديد؟ هذا ما ستسفر عنه الأيام القادمة وخيوط التحريات المتعددة التى يواصل رجال المباحث العمل عليها ومناقشة الشهود والسفاح «الشيطان» الذى ستطبق عليه العدالة والقصاص.