كلمات حرة.. التى نشرتها يوم الأحد الماضى، بعنوان مسار غبور عن المشروع الطموح لرجل الأعمال المصرى، والخبير السياحى الكبير منير غبور، لاستحداث جولة ومزار سياحى جديد، عن رحلة العائلة المقدسة إلى مصر، أثارت بعض ردود الأفعال التى نبهتنى لحقيقة معينة! فمع التلاحم الوطنى الفريد الذى تحظى به مصر بين أقباطها ومسلميها، فإن معارف أشقائنا الأقباط عن الإسلام، والعادات والأعياد الإسلامية تكاد تكون كاملة... لماذا؟ بحكم العشرة المشتركة اليومية! فكل قبطى يسمع كل يوم الأذان خمس مرات، ويستمتع بإجازة يوم الجمعة، ويسمع صلاتها من أقرب مسجد، ويسمع ترتيل القرآن فى مناسبات عديدة، وتتكيف عاداته الاجتماعية مع المسلمين فى رمضان، وكثيرا ما تتفوق موائد إفطارهم الشهية على موائد المسلمين... إلخ..! غير أن ذلك لايتم بنفس الدرجة على الناحية الأخرى! أى لايحيط المسلمون بكل عادات وممارسات الأقباط إلا فى ظروف خاصة، مثلما تعودت أنا مثلا بحكم نشأتى فى حى شبرا! ولكن لايبدو أن ذلك هو الحال دائما...؟ لماذا؟ ربما لأن الصلوات فى الكنائس تتم فى داخلها على نحو مغلق، ولاتذاع صلواتها إلا فى مناسبات الأعياد...إلخ لذلك فإن بعض التساؤلات التى وردت على مقالى عن مسار العائلة المقدسة، عكست تلك الحقيقة، فتساءل البعض من المسلمين: ومن قال إن العائلة المقدسة جاءت إلى مصر..؟ ربما متصورين أنها رواية دينية! لا أيها السادة، هذا ليس حديثا فى الدين، ولكنه حديث عن حقيقة تاريخية، سبقت الدعوة الإسلامية، بما يقرب من ستة قرون، حيث ولد الرسول (صلى الله عليه وسلم) فى عام 571 م. وليس فى القرآن الكريم، ولا فى الإسلام ما يناقض هذه الحقيقة التاريخية، التى تتبدى فى مواقع مسار العائلة المقدسة فى أنحاء مصر، الباقية حتى الآن، والتى يشملها مشروع المسار السياحى الطموح!