العالم يشتعل من حولنا، تدهمك أنباء عن غارات واغتيالات، صواريخ عابرة , قنابل تخترق الأرض، فتحمد الله على نعمة الأمن والأمان فى بلادنا،لكن نحتاج لفسحة من الوقت لالتقاط الأنفاس، و(فلترة) حواسنا مما شابها وعلق بها من طاقات سلبية تشى بأن يوم القيامة ربما على الأعتاب ! فى خضم هذه الأجواء الساخنة التى نقف فيها مع العالم على أطراف أصابع أقدامنا ترقبا للقادم، لن يكون هروبا من الواقع ولا تملصا من مسئولياتنا نحو الإقليم الذى نعيش فيه، حين نعيد التذكير بقيم وخصال ترفع الروح المعنوية، وتدعم بناء المجتمع وسط جوار عاصف. فالكتابة مثلا عن عودة نادى الزمالك إلى منصات التتويج بجدارة، دون التركيز على فنيات رجحت كفته على غريمه الأهلى واقتناصه كأس السوبر الإفريقي، هى (إضاءة) وتوجيه مجتمعى نحو قيمة التحدى والإصرار على تجاوز واقع محبط، وظروف معاكسة تثقل ظهر الأكثر تفاؤلا !
فالصراع الذى شهده ملعب (المملكة أرينا) بالسعودية كان صراعا بين (المطمئن) تماما للفوز، وكان التنافس بين جماهير(الأحمر) حول تحديد عدد الأهداف التى ستحتضنها شباك الغريم التقليدي، أما الزمالك فقد دخل لاعبوه المباراة بحماس وإصرار وكأنهم يستحضرون مقولة الملاكم الأسطورة محمد على كلاي:(الأبطال لا يُصنعون فقط فى صالات التدريب،الأبطال يُصنعون من أشياء عميقة بداخلهم، هى الإرادة والرؤية والحلم). تكالبت على القافلة البيضاء كل آفات كرة القدم وعوائق الانتصار فيها،فنيا وإداريا، وباتت سدا لا تنفذ منه بارقة أمل على نجاة قريبة، ديون وقضايا دولية ومجالس إدارات متعاقبة، محاضر شرطة وأحكام محاكم نافذة، أوضاع أدت إلى ضياع البطولات فى كل الألعاب، وتراجع ترتيب فريق الكرة خلف فرق شركات ومستثمرين،وهو وضع لم يكن حتى مقبولا من الغريم التقليدى الذى يبحث عن منافس قوي، عريق حتى يصبح اقتناص البطولات من أنيابه مدويا ومشرفا.
لا توجد كلمة مستحيل سوى فى قاموس الضعفاء، هكذا لخص نابليون بونابرت الأمر، فالفارق بين المستحيل والممكن يتوقف على عزيمة المرء وإصراره، ويبدو أن لاعبى الزمالك خضعوا لجلسات تحفيز نفسية لتجاوز حقيقة أن المنافس(كعبه أعلي) فنيا وإداريا وإعلاميا، لكن إرادة الفوز تغلبت حين سقط المنافس فى خطيئة الاستهانة بالخصم !