جنون، وتصعيد، ولغة غير مقبولة على الإطلاق من الوزراء فى الحكومة الإسرائيلية، وآخرها تصريح الإرهابى إيتمار بن غفير وزير الأمن القومى الإسرائيلى بشأن التخطيط لإقامة كنيس يهودى داخل المسجد الأقصى.
ربما تكون تلك البداية، ثم بعد ذلك يطالب الإرهابى بن غفير بهدم المسجد الأقصى، وإقامة معبد يهودى مكانه، طالما ظل العالم صامتا، وطالما ظلت أمريكا راعية وداعمة للإرهاب الإسرائيلى.
تصريحات بن غفير لايجب إغفالها واعتبارها تخاريف صادرة من شخص مصنف على أنه «إرهابى» فى أمريكا، وأنه «متطرف» داخل إسرائيل خاصة وأن رئيس الوزراء الإسرائيلى نيتانياهو رفض تلك التصريحات مؤكدا أنه «لاتغيير فى الوضع القائم فى جبل الهيكل» وهى التسمية اليهودية للمسجد الأقصى.
كل هذا لا يعنى الاستهانة بهذه التصريحات أو التقليل منها، لأنها ربما تكون هى البداية، وبالون اختبار كما فعلت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة.
بداية إسرائيل كانت مجرد وطن قومى يجمع شمل يهود الشتات والداخل إلى جوار دولة فلسطين ثم الادعاء كذبا ان إسرائيل دولة راغبة فى السلام والتعايش، إلا انها بعد ذلك قامت بحرب يونيو عام 1967 التى احتلت فيها كامل الاراضى الفلسطينية، وسيناء، والجولان، ومناطق من الأردن ولبنان.
رغم ذلك ظلت إسرائيل تدعى كذبا أنها تريد السلام لكنها ظلت تحتل الأراضى العربية حتى انتصر الجيش المصرى العظيم فى أكتوبر 1973، وأنهى أسطورة الجيش الذى لايقهر، لتقبل إسرائيل «صاغرة» بعد ذلك بالسلام مع مصر والانسحاب من الأراضى المصرية.
لم تحترم إسرائيل قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، ولا اتفاقيات «أوسلو»، وهى الآن تريد ابتلاع كامل الأراضى الفلسطينية بعد أن ضمت القدس الشرقية واقامت المستوطنات فى الضفة الغربية، وهى الآن تعد نفس السيناريو فى غزة إذا نجحت فى إعادة احتلالها والسيطرة عليها بعد انتهاء الحرب الحالية لتنشر فيها المستوطنات الإسرائيلية على غرار مافعلته فى الضفة الغربية.
بن غفير يقوم بدور البلدوزر الإسرائيلى الذى يمهد الأرض لهدم المسجد الأقصى وتحويله إلى معبد يهودى إذا ظل العجز الدولى الحالي، وإذا استمرت الحماية والرعاية الأمريكية، وقبل ذلك وبعده إذا استمرت حالة الضعف العربى، وعدم استخدام الادوات العربية بكاملها فى تلك المواجهة.